السؤال يفرض نفسه بشدّة منذ سنوات ويزداد إلحاحاً هذه الأيام، مع الغياب التام للجامعة فى الأزمة الحادة الآنية بقطع عدد من الدول الأساسية المهمة فى الجامعة علاقاتها مع قطر للجرائم التى اقترفتها ضدها بل إن الدول المتضررة لم تفكر قط فى اللجوء إلى الجامعة، فى مؤشر مهم لإدراكهم عدم جدواها، بل ذهبوا مباشرة إلى أطراف من خارج النظام العربي، إما إلى الأممالمتحدة، وإما إلى أمريكا أو غيرها بل إن قطر عندما قرَّرت أن تناور فضَّلت أن تلعب بعيداً عن الجامعة، باللجوء إلى إيران ومحاولة استمالة روسيا..إلخ. كما أن مبادرة الكويت لإيجاد حل للأزمة كانت أيضاً من خارج مظلة الجامعة. هذا رصد موضوعى للمشهد لا يستهدف أى هجوم على الجامعة، فهى فى كل الأحوال فى وضع لا تحتمل فيه أى هجوم، وإنما الغرض لفت الانتباه إلى أن هذه المنظمة، وبناءً على أهداف مؤسسيها المعلنة فى ميثاقها التاريخي، أثبتت فشلاً ذريعاً عبر عمرها فى تحقيق أى خطوة نحو الغرض الأساسى من إنشائها عام 1945، الذى كان حماية فلسطين، عندما كان إنشاء دولة إسرائيل لا يزال مشروعاً لم يتحقق! فقامت دولة إسرائيل فى عهد الجامعة بعد سنوات قليلة، ثم توسعت بعد أقل من عقدين، ولا تزال تبتلع المزيد من الأراضى الفلسطينية وتنشئ فوقها مستوطنات جديدة، مع احتلال أراض من دول عربية أخري! وكل هذا والجامعة عاجزة عن إبداء أى ردود أفعال سوى الكلام! أضف الكوارث المستجدة خلال السنوات الأخيرة فى التدمير الكامل لعدد من الدول الأعضاء بالجامعة، ليس فقط على يد أعداء الخارج وإنما أيضاً بسلاح وأموال دول عربية أخري! والجامعة تكتفى بالمشاهدة، أو بالكلمات أحياناً! وكان يمكن للجامعة أن تستكمل مشروعها الثقافى الذى كان واعداً فى الخمسينيات بتعريف العالم بالثقافة العربية وتقريب ثقافة العالم للعرب ولكن حتى هذا تراجع مع الثروات التى هبطت على بعض الدول العربية ففضَّلت أن تنسب عملها لنفسها لا أن يتماهى فى عمل جماعى تحت اسم الجامعة!! [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب;