حاولت وحاول كثيرون فهم دوافع وأسباب الدكتور سمير رضوان وزير المالية السابق في الهجوم الضاري علي فايزة أبو النجا الوزيرة الناجحة الواثقة جدا من نفسها. المعتدة بشخصيتها وكرامتها بالغة الكفاءة, التي تحملت مسئولياتها دائما باقتدار لكنني فشلت. ويتخذ الدكتور من قرض صندوق النقد الدولي ورقة للهجوم علي الوزيرة, حيث قال في حوار صحفي نشر أخيرا ان الوزيرة كتبت إلي صندوق النقد رسالة تطلب قرضا قدره أكثر من ثلاثة مليارات دولار, وبعد ذلك غيرت رأيها وتراجعت عن طلب القرض, وقالت انه يمثل اعتداء علي الكرامة المصرية, ثم يمضي الرجل في اتهاماته إلي ما هو أبعد من ذلك, فيقول ان فايزة أبو النجا قرأت أو علمت أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة لايحبذ مثل هذا القرض, فقررت التراجع, ويفاجئ الدكتور الرأي العام بتوجيه اتهام أشد قسوة للوزيرة بالقول ان التراجع عن القرض تسبب في ضياع أكثر من21 مليار دولار علي مصر.21 مليار دولار مرة واحدة يادكتور؟!, ولم ينتبه لهذه الكارثة إلا سيادتك! أين رئيس الوزراء؟ وأين أعضاء المجلس الأعلي؟ وأين كل العيون اليقظة؟ وكيف لم يكتشفوا هذه الخسارة الضخمة, ولو كان الأمر كما تقول لما تمسك بها كل هؤلاء طوال هذه الفترة الانتقالية الحرجة, وما جري هو أنهم تمسكوا بها وقرروا إبعادك, أليس كذلك يادكتور؟ وربما كانت المبالغة في رقم الخسائر هي الضوء الكاشف لدوافع الرجل الذي تسببت سياساته ووجهات نظره وتصريحاته خاصة المتعلقة بالمطالب الفئوية في أبعاده. فالفشل الذي حصده ونجاح فايزة أبو النجا ربما كان من أهم أسباب هذا الهجوم الضاري علي سيدة فاضلة ومسئولة تجيد حمل المسئولية, ولو كان الدكتور يتابع ما تنشره الصحف ووسائل الإعلام, لعلم أن عددا من النواب المنتمين لأحزاب اسلامية قد أعلنوا عن رفضهم القرض لان سعر الفائدة المقرر يعد ربا. وكان صندوق النقد قد اشترط موافقة القوي والتيارات والأحزاب السياسية علي القرض قبل توقيع وثائقه بشكل نهائي, وهذا الشرط لم يكن ممكنا أن يتحقق بسبب موقف هؤلاء النواب, والأهم لأن الحكومة كان لديها مايكفي من مشكلات مع البرلمان طوال هذه الفترة ولم تكن ترغب في خوض معركة حول هذا القرض. وياسيادة الوزير السابق ليتك صمت, أو ليتك تريثت, ولن نسألك لماذا اخترت هذا التوقيت؟ لأننا نعرف أنك لن تجيب. المزيد من أعمدة عبده مباشر