لم تتعرَّض العائلة المالكة فى قطر عبر تاريخها لمثل هذه الضغوط من جيرانها. ولم تمرّ، منذ بدء انتاج الغاز فى أراضيها، بمثل هذا الغموض من الدول العظمى، حيث موقف أمريكى يتراوح بين ترحيب علنى من الرئيس لضغوط الدول العربية، وتصريحات أخرى من بقية المؤسسات الأمريكية أقلّ حدة من عبارات الرئيس، ولكن لايمكن اعتبارها مؤيدة لقطر. وحيث صمت أوروبى مُطبِق وكأن لا شىء يحدث! وكل هذا أدعى للحكمة فى أن تتخذ العائلة القرار الصائب بعزل تميم واختيار بديل له، ومن أهم شروط الحكمة أن يكون القرار على وجه السرعة، ودون التورط فى تسويفات بذرائع كبرياء البداوة الذى يرفض الإذعان والاستسلام! ولدى كبار العائلة المبررات باتخاذ القرار المطلوب إذا وضعوا فى اعتبارهم أن تميم قد أمعن فى إيقاع أضرار بالآخرين وصلت إلى استحالة الحوار معه، كما أنه أساء لعائلته ولبلده ولشعبه قبل أن يكتسب أعداء وخصوما من الخارج، لأنه عرَّض ذويه لتبعات سياساته الهوجاء التى لم يعد لضحاياها قدرة على تحمل المزيد، كما أن المقاطعات الأخيرة هى مجرد نذر لموقف متصاعد سوف تطول شظاياه العائلة والشعب القطرى كله! كما أنه من الخطأ التاريخى أن يظنّ أحد منهم أن عبور الأزمة يتحقق بإيجاد بدائل لوصول السلع الغذائية عبر طرق أخرى، مع إهمال الصدع الخطير الذى ضرب العلاقات التاريخية بين قطر وجيرانها، والذى سوف يؤدى إلى انهيارات مؤكدة إذا لم يُسرِعوا بترميمه! ومن المؤشرات التى يجب أن تُحفِّز العائلة على العجلة إخفاق أمير الكويت فى مسعاه لتقريب وجهات النظر، حيث غادر الرياض إلى بلاده مباشرة، بما يؤكد أنه لم يتوصل إلى ما يمكن أن يعرضه على تميم على سبيل حوار يجمع الأطراف حول نقطة للتلاقى! ..على الفاعلين فى قطر أن يدركوا أن تميم صار عبئا ثقيلا عليهم قبل غيرهم، لأسباب كثيرة منها أنه اختار أسوأ طرق إظهار الولاء لأمريكا، رغم أن جيرانه موالون أيضا، ولكنهم لم يورِّطوا أنفسهم وشعوبهم فى مثل محنة قطر الحالية! [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب;