تطرقت جريدة الناشيونال الإماراتية فى تقرير نشرته قبل أيام إلى العلاقة بين قطروإيران ولا سيما الدعم الإعلامى الذى تقدمه إيرانلقطر وما تريد أن تقوم به من أعمال تخريبية فى المنطقة العربية, وقد أشار التقرير أن القادة الإيرانيين يثنون على الخلافات والانقسامات بين كل من قطر وأعضاء مجلس التعاون الخليجى والدول العربية والذى يعد بالنسبة لهم انتصارا كبيرا حيث يمثل هذا الصدع إحدى الركائز الاساسية فى السياسة الإقليمية والخارجية لإيران والذى يسمى مبدأ «الإنقسام والحكم» وهو الذى تحاول من خلاله تفكيك التحالفات الخليجية وقد كانت قطر بمثابة المفتاح للقيام بذلك ,فإيران تحاول دائما أن تبعث برسائل إلى واشنطن والمجتمع الدولى بوجود انقسامات فى المنطقة العربية وبذلك فإن هذه الخلافات من شأنها أن تبسط وتوسع نفوذها فى الشرق الاوسط ويعزز ذلك أنه فى الوقت الذى تعمل فيه إيران على إرساء تلك الخلافات وتتصدر عناوين الصحف الانقسامات بين قطر والدول العربية الأخرى فإن إيران تبسط نفوذهاعلى كل مناطق الصراع فى الشرق الاوسط, فهى تزيد من مساعدتها المالية والعسكرية والاستخباراتية إلى الميليشيات فى سوريا وفى العراق وفى اليمن، غير أن زيارة الرئيس الامريكى دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية قد جعلت القادة الايرانيين يشعرون بالقلق إزاء هذا التقارب وإدراك أن إعادة تنظيم المنطقة جارية و أنه تم تشكيل تحالف قوى وجبهة موحدة بين الولاياتالمتحدة ودول مجلس التعاون الخليجى لمواجهة طموحات إيران الإقليمية . ويمكن القول إن قطر لم تدرك أن النخبة الحاكمة فى إيران لن تخدم مصالحها طوال الوقت وأن التحالف مع الدول العربية والولاياتالمتحدة أكثر أهمية بالنسبة للأخيرة فعلى سبيل المثال حجم الصفقات الاقتصادية بين إيرانوالولاياتالمتحدة أكبر بكثير من حجم صفقات الدوحة التجارية مع إيران . ولذلك فإن على قطر أن تحافظ على مصالحها طويلة الأجل، من خلال معالجة التناقضات العميقة فى سياستها الخارجية وانه لا يمكن أن تسترضى إيران على طول الخط.