سارعت وسائل الإعلام الدولية إلى رصد وتحليل المسببات الرئيسية وراء قرار المقاطعة العربية لقطر، وتأثيره المتوقع على توجيه العلاقات إقليميا ودوليا، بالإضافة إلى تبعاته بالنسبة لمدى تماسك الأسرة الحاكمة فى قطر وقدرة المؤسسات داخليا على تلبية طلبات مواطنيها، فضلا عن مصير استضافتها كأس العالم لكرة القدم 2022. ففيما يخص تعليق الإعلام الروسي، وصف موقع «سبوتنيك» الروسى الإخبارى القرار المجمع بقطع العلاقات بأنه بمثابة «حصار» لقطر و»مأزق» فعلى أمام تميم بن حمد. ونقلت «سبوتنيك» تحليلات عن خبراء تفيد بأن الحل الأمثل أمام قطر للخروج من عزلتها الحالية هو اللجوء إما للولايات المتحدة أو إلى روسيا للعب دور الوسيط والتدخل لدى الدول المقاطعة وإنهاء الأزمة الدبلوماسية الكبري، متوقعين تزايد أعداد الدول التى سوف تقطع علاقتها الدبلوماسية مع الدوحة خلال الفترة المقبلة. وأرجعت وكالة «تاس» الروسية للأنباء تفاقم الأزمة العربية مع قطر إلى التسريبات الأخيرة والتى تضمنت تصريحات للأمير تميم حول تأييد إيران وسعيه إلى تطبيع العلاقات مع طهران. واتفقت وكالة الأنباء الفرنسية على أن تسريبات تميم كانت وراء تأجيج التوتر القائم بالفعل منذ فترة فيما يخص العلاقات مع قطر، وذلك رغم تأكيدات الدوحة استعانتها بخبراء مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية «إف.بي.آي» للتحقيق فيما تعتبره واقعة للقرصنة والدس بتصريحات غير صحيحة وفقا للموقف القطرى الرسمي. ومن جانبها، أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الأزمة القطرية الحالية ستعقد من مساعى إدارة الرئيس دونالد ترامب لبناء تحالف عربى بقيادة المملكة العربية السعودية لإنعاش وإنجاح عملية السلام بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطيني، وذلك فيما ركزت صحيفة «واشنطن بوست» على رصد أولى تأثيرات قرار المقاطعة العربية على أحوال المجتمع القطري، فأشارت إلى أن محلات البقالة والمواد الغذائية شهدت تزاحما استثنائيا منذ الساعات الأولى لصباح الأمس، وسط تزايد الطلب على شراء وتخزين المواد الغذائية، خوفا من تراجع حاد فى الواردات الغذائية. وفى سياق رصد التبعات غير السياسية لقرار المقاطعة، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء تحذيرات كريستين أولرتشسين خبيرة شئون الشرق الأوسط بمركز «بيكر» الأمريكى للأبحاث من التأثير المحتمل للقرار على استضافة قطر كأس العالم عام 2020، وأوضحت أن استمرار إغلاق قطر لحدودها البرية وإغلاق أغلب الدول العربية لمجالاتها الجوية أمام طائراتها يهدد ب»خراب» مشروع كأس العالم القطري.