لغز كبير يملأ فضاء مدينة المنصورة بعلامات استفهام ممزوجة بألم وحسرة ودموع . من قتل الطفل ياسين هيثم ابن السنوات الثلاث ونصف والذي لايحمل في قلبه الغض سوى الأمل والفجر الجديد والبسمة؟ من حرق كبد والده الذي عرض كل ما يملك على من يعطيه معلومة تفسر سبب اختطاف نجله والذي كان برفقة والدته مساء لكن الرجل في النهاية وجد جسد الطفل النحيل طافيا أسفل كوبري طلخا على النيل بعد ثمانية أيام من اختفائه. وتزداد الحيرة عند الجميع بما فيهم رجال الأمن في قسم أول المنصورة الذين يواصلون برئاسة المقدم أحمد الجميلي فك طلاسم هذه الجريمة بتوجيهات من اللواء أيمن النمر مدير أمن الدقهلية وتحت إشراف اللواء مجدي القمري مدير إدارة البحث الجنائي. بدأت القصة عندما أبلغت والدة ياسين عن اختفائه بروايات متضاربة وغريبة وغير منطقية معللة ذلك بأنها خرجت من دون إذن زوجها ، فتارة قالت أنها ركبت تاكسي أو مكروباص وشخص رش في وجهها مخدرا وسلبها ذهبها ووجدت نفسها في مقابر العيسوى ، لكن الذهب وجدته الشرطة فيما بعد وقد أخفته الأم في منزلها ، ثم روت حكاية أخرى أنها عند شرائها أحذية من شارع العباسي انشغلت بالشراء فتاه الطفل من يدها ولم تجده وأنها خافت من قول الحقيقة لزوجها لأنه دائما يتهمها بالإهمال فاخترعت قصة خطف الطفل ، ثم قالت رواية ثالثة بعدما عثرت الشرطة على جثته ، أنه سقط منها في النيل بينما كانت تسير على الشط دون أن يصدر منها أي تصرف لأم غرق طفلها بالصراخ أو الاستغاثة. يقول السيد حندق صديق والد الطفل أن والده وعمه عرضا مبلغا يصل إلى 50 ألف جنيه وأكثر للعثور على الطفل ، مشيرا إلى أن ياسين له شقيقة أخرى أكبر منه بعام اسمها سما ووالده لديه سوبر ماركت وحالته طيبة وإن كانت هناك مشاكل إجتماعية فهي طبيعية داخل كل البيوت . أما عمه أشرف فقال إن الأسرة ما تزال تعيش الصدمة إلى الآن ولا تعرف ماذا حدث لياسين ومن قتله ووالده منهار دائما ، مشيرا إلى أن تصرفات والدته تبعث على الريبة والاستغراب فكل كلامها متضارب وكذب والشائعات تملأ الحارة عن أسباب اختفائها ، رغم أنهم يعتبرون أنها أم صالحة وهي جامعية وحاصلة على ليسانس أداب قسم لغة إنجليزية ولم يصدر منها تصرفات غريبة أثناء بقائها في منزل زوجها إلا بعض الغيرة الشديدة على زوجها. وبعد تحقيقات موسعة مع والدة الطفل قرر أحمد عبدالحي، رئيس نيابة قسم أول المنصورة، احتجاز الأم على ذمة التحقيقات.