في ازدحام الحياة، يحلو للعاقل أن يجعل لربه ساعة بعد ساعة، حتى يصير كل ساعة هي هذه الساعة، ويقول الشيخ خالد عمران أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الورد هو المداومة على الذكر في وقته، وأهل الله هم أهل الذكر، والمداومة عليه شأنهم، إنهم يلبون نداء الله ويسيرون على خطى حبيبه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى "وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا". مشيرا الى ان المداومة على اى عمل من أعمال البر، ولو كان مفضولا، أحب إلى الله من عمل يكون أعظم أجرًا لكن ليس فيه مداومة، كما قال ابن حجر العسقلاني فى شرحه حديث البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ”، والأوراد - عنده أهل الله - كالأدوية منها ما يصلح في حال وزمان ومكان، ولكل ورد وذكر، وأمرها يحتاج إلى خبير به، “الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا”، ومنها ما يصلح في كل حال وكل زمان ومكان ككثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟، قَالَ: “أَنْ تَمُوتَ وَلِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ”، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى”ينبغي لمن كان له وظيفة من الذكر في وقت من ليل أو نهار أو عقب صلاة أو حالة من الأحوال ففاتته، أن يتداركها ويأتي بها إذا تمكن منها، ولا يهملها، فإنه إذا اعتاد الملازمة عليها لم يعرضها للتفويت، وإذا تساهل في قضائها سهل عليه تضييعها في وقتها، وقد ثبت في صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل”، اللهم اجعلنا من الذاكرين كثيرا والذاكرات.