بسبب قصر قامتها وإعاقتها الحركية، رفضت مدارس بلدها طنطا قبولها. كبرت نهى وبلغت 14 عاما دون تعليم، وبدأت تدرك «المأساة» التى فرضت عليها دون ذنب اقترفته، فكان قرارها الحاسم بأن تنضم لفصول محو الأمية، رغم صعوبة تنقلها فوق عربة» أطفال» ، إلا أنه بمساعدة والدتها استطاعت الحصول على الشهادة ، وقررت استكمال المسيرة، فحصلت من خلال نظام «المنازل» على الشهادة الإعدادية ثم الثانوية. إصرارها استدعى المزيد، فتخلصت من العربة واعتمدت على عكازين، ومن بعده عكاز واحد، والتحقت بكلية الاداب، وحصلت على الليسانس من قسم التاريخ، بعد رحلة كفاح طويلة بدأتها متأخرة عن أقرانها. نهى واصلت المشوار بالبحث عن عمل، ضمن نسبة ال5٪، حتى لا تكون عالة على أحد ، وحصلت على الكثير من الدورات فى مختلف التخصصات، لكن للأسف كان الرد الذى تتلقاه دائما من القوى العاملة» فوتى علينا بكرة» ، إلى أن تلقت صدمة عمرها، فالفرصة المتاحة هى «عاملة نظافة» ، وهى الوظيفة التى لا تتناسب فقط مع مؤهلها الجامعي، بل مع إعاقتها !! لم تستلم نهى بعد أن اشتعلت بها رغبة تحدى المجتمع الذى ينتقص من قدرها ويسفه قدراتها، فمن خلال الانترنت اكتشفت عالم الحرف اليدوية، فبدأت تشترى المواد الخام، وبدأت تصنع «السبح» من الخرز الملون، وتحيك المفارش، تمنحها كهدايا لأصدقائها، ثم بدأت تتوسع بعد أن اقترحوا عليها تسويقها ، فصنعت الفوانيس، والأباجورات، وسلات البونبون، وبدأت تبحث عن أماكن إقامة المعارض فى الجامعات والنوادى فى القاهرة، خاصة تلك التى تقام لمنتجات ذوى الاحتياجات الخاصة. من أجمل ما سمعته نهى كان تعليقا لأحد الجمهور أعجب بمنتجاتها: « احنا اللى معاقين مش انتي»! فكان بحق أعظم تعويض عما لاقته خلال سنواتها» الثلاثين» من إهانة وسخرية، خاصة أثناء تنقلها فى الشارع وسفرها بالقطار . نهى»البطلة» لم تكتف بتعليم نفسها صنع المنتجات اليدوية، بل قامت بتعليم غيرها من ذوى الاعاقات الذهنية والبصرية، و تحلم بأن تتمكن يوما ما من افتتاح مركز خاص تكون مهمته التدريب والتسويق.