ما إن ظهر برومو مسلسل' عمر بن الخطاب' علي قناة ام بي سي التي تنتجه بالتعاون مع تلفزيون قطر تمهيدا لعرضه رمضان المقبل حتي بدأت الفتاوي تنهال والنقاشات تتزايد حول تجسيد الصحابة عبر أعمال فنية، أنشيء العديد من الصفحات علي الفيبسوك بعضها يدعو لمقاطعة المسلسل وأخري لا تمانع من عرضه. أما فتوي الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية فهي بتحريم تجسيد الأنبياء والرسل والصحابة وآل بيت النبي صلي الله عليه وسلم والعشرة المبشرين بالجنة, وتعود المشكلة التي تثور كلما ظهر مسلسل ديني ثم تخمد مرة أخري لتثور هذه الأيام مع مسلسل' عمر بان الخطاب' والذي سبقه مسلسل' الحسن والحسين' ومن قبلهما المسلسل الايراني' يوسف الصديق'. عن هذا الموضوع يقول د.محمد الشحات الجندي أستاذ الشريعة الإسلامية بحقوق القاهرة وعضو مجمع البحوث الإسلامية إن تجسيد الصحابة محرم بفتوي صريحة والمشكلة في مسلسل عمر بن الخطاب هي ان الصحابي الجليل كانت كل تعاملاته مع الصحابة العشرة المبشرين بالجنة وبذلك سيرتكب المسلسل العديد من المخالفات الدينية, وعن أسباب فتوي تحريم تجسيد الصحابة قال: الصحابة رضوان الله عليهم كانوا من الأشخاص الذين حملوا الرسالة علي أكتافهم وتجسيدهم من خلال ممثل سبق وان قام بادوار أخري أو حتي من قبل شخص عادي يعطي انطباعا للمشاهد بان الشخص القائم علي تجسيد الصحابي مثله تماما, عن رأي البعض الذي يقول ان الصحابة بشر ويجوز سرد سيرتهم الذاتية يقول: هم بشر ولكن في نفس الوقت هم رموز للإسلام لهم مكانتهم التي يجب ألا نحقرها عبر مسلسل يقوم به أشخاص عاديون ومنهم مخطئون, وعند سؤاله هل من يشاهد هذه المسلسلات آثم قال: كل من علم ان تجسيد الصحابة محرم وصمم علي مشاهدة مسلسلات تجسدهم فهو آثم أما لو كان لا يعلم وشاهدها بفطرته علي أنها شئ مباح فهو غير آثم. وعن نفس الموضوع يقول د.محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعيات الشرعية وعضو هيئة كبار العلماء ان مسلسل عمر بن الخطاب مخالف للفتوي التي تحرم تجسيد الصحابة بشكل قاطع, وعن البديل لتجسيد الصحابة والأنبياء والرسل وتحويلهم الي أعمال فنية حتي تصل سيرتهم الي أكبر قدر ممكن من الناس واعتبار ذلك دعاية لقادة الإسلام قال: مجال تصوير الاعمال الفنية اصبح مليئا بالتقنيات والمؤثرات البصرية والسمعية والخدع السينمائية, ويمكن الاستعاضة عن ظهور ممثل يجسد صحابيا او نبيا عبر تلك المؤثرات. وعلي النقيض من ذلك يقول د.محمد كامل القليوبي الأستاذ بمعهد السينما ورئيس المركز القومي للسينما سابقا: إن أزمة تحريم مسلسل عمر بن الخطاب أزمة من لا أزمة, فعمر بن الخطاب بشر عادي وليس نبي أو رسولا, وحتي النبي صلي الله عليه وسلم قال عن نفسه أنا بشر مثلكم ونزع القدسية عن نفسه, ولذا فانا استغرب, فلماذا يصر البعض علي إضفاء القدسية علي الصحابي لدرجة لا تمكننا من تجسيد سيرته الذاتية؟ وأنا لا أري أن هناك مشكلة لتجسيد الصحابة أو الخلفاء الراشدين, فهم في النهاية بشر لهم مالنا وعليهم ما علينا, وأذكركم بالضجة التي صاحبت ظهور فيلم' الرسالة' الذي تم تحريمه في حينها وأفتي شيخ الأزهر عبدالحليم محمود وقتها بتحريمه وضرورة مقاطعته والآن وبعد عشرات السنين أصبح من أهم الأفلام الدينية وأصبح يعرض بشكل عادي حتي علي القنوات المصرية واكتشفنا فجأة انه من أهم الأفلام الموجودة, فأبطال التاريخ الاسلامي يجب أن يظهروا للعالم عبر الأعمال الفنية وهو أعظم دعاية للإسلام علي عكس ما يقال, وإخفاء سيرتهم أراها جريمة.