مصر «مش طابونة» قالها الرئيس السيسى معلنا عن غضبه من مافيا اغتصاب أراضى الدولة، بعد صرخة الحاج «حمام» ابن قرية المراشدة، والذى أصر أن تصل استغاثته الى رئيس الجمهورية ، خلال افتتاحه عددا من المشروعات التنموية بصعيد مصر لتعويضه عن الحرمان سنوات طويلة ؛؛ وكانت صرخة «حمام» تعبيرا عن غضب أهل بلدته الفقيرة ، والذين طالبوه بتوصيل صوتهم، بعد استيلاء «الاقطاعيين الجدد» على آلاف الافدنة دون زراعتها وترك أهل القرية الفقراء يزدادون فقرا، والحقيقة كانت لفتة غير مسبوقة عندما أفسح الرئيس السيسى المجال «للحاج حمام» وأصغى له فى اهتمام واضح بل طالبه بالصعود الى المنصة وتوضيح ما يقول على الخريطة ،وسط دهشة الحاضرين من الحقيقة المرة التى فجرها أمام الرئيس ، وأغفلتها الاجهزة المعنية وكبار المسئولين عن هذا الملف الخطير، مما أثار غضب الرئيس مؤكدا « أن هذا الكلام مش هيرجع تانى « أى لن تعود مصر الى سابق عهدها عندما كانت بالفعل « طابونة « كبيرة من خلال زواج المال بالسلطة ، ويكفى نظرة فاحصة على تملك أراضى مصر بطول طريق مصر اسكندرية الصحراوى ، وكيفية تخصيص هذه المساحات الشاسعة لاصحاب الحظوة ومراكز القوى فى ذلك الوقت، فهذه مزرعة فلان بك ..وتلك مزرعة اللواء علان باشا، وأخرى عزبة معالى المستشار ترتان... وهكذا ، نفس الشىء حدث على طول الطريق الساحلى من أسكندرية لمطروح ؛ بل وتكرر فى أماكن أخرى كثيرة ، وهكذا تم تمليك أراضى مصرالزراعية للاقطاعيين الجدد، وترك الفلاحين الحقيقيين دون زراعة حتى إن الكثير منهم أصبحوا «عاطلين ومعدمين» بينما مغتصبو أراضى الدولة يزدادون ثراء وتوحشا؛؛ ومن ثم كانت صرخة « الحاج حمام « أبن المراشدة هى صرخة غالبية أبناء مصر البسطاء والفقراء والمعدمين فى كل المحافظات ، فهل تستمر معركة استرداد حق الشعب من مغتصبى أرضه ، أسوة بمعارك الارهاب والفساد ؟ أم أن مماطلة ومقاومة أباطرة الأراضى وموظفى « الدولة العميقة « سوف تجهض هذه المعركة قبل استرداد كامل الأرض المغتصبة ؟ وهل المهلة التى حددها الرئيس بنهاية هذا الشهر كافية لاسترداد كافة الاراضى .. ربما..؟ [email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحي