أرجع الكاتب الصحفي "محمد أمين"، السر وراء تغير لهجة الرئيس السيسي إلى احتمالية ورود تقارير من أجهزة بعينها في الدولة تكشف حالة تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، ووجود عدم رضا عن الممارسات الحكومية. وقال "أمين"، في مقاله المنشور بصحيفة "المصري اليوم": "مزاج الرئيس بالأمس، كان غير المزاج الذي تعودناه منه.. وربما ألقى ذلك بظلاله على مداخلاته مع الحكومة".
وأضاف: "مؤخرًا، تغيرت لغة الرئيس، وعصبيته زادت جدًا.. فما هو سر عصبية الرئيس؟ ولماذا تغيرت مفردات لغته؟ بعد أن كان ينعم بهدوء وابتسامة لا تفارقه.. فهل هناك جديد؟.. هل الحالة الاقتصادية أسوأ مما نتخيل؟.. هل اكتشفها بالأمس فقط؟.. ولماذا تغيرت لهجته من الأمل إلى الغضب؟.. ولماذا تغيرت مقولة مصر هتبقى أد الدنيا إلى مصر مش طابونة؟.. ولماذا قال للمواطن إدينى قلبك؟!".
وفيما يلي نص المقال كاملًا:
مصر مش طابونة!
مؤخرًا، تغيرت لغة الرئيس، وعصبيته زادت جدًا.. فما هو سر عصبية الرئيس؟ ولماذا تغيرت مفردات لغته بعد أن كان ينعم بهدوء وابتسامة لا تفارقه؟.. فهل هناك جديد؟.. هل الحالة الاقتصادية أسوأ مما نتخيل؟.. هل اكتشفها بالأمس فقط؟.. ولماذا تغيرت لهجته من «الأمل» إلى «الغضب»؟.. ولماذا تغيرت مقولة «مصر هتبقى أد الدنيا»، إلى «مصر مش طابونة»؟.. ولماذا قال للمواطن «إدينى قلبك»؟!.
لا بد أنك لاحظت أن مزاج الرئيس بالأمس كان غير المزاج الذي تعودناه منه.. وربما ألقى ذلك بظلاله على مداخلاته مع الحكومة، من أول رئيس الوزراء إلى وزراء الزراعة، والتموين، والنقل.. فقد استوقف شريف إسماعيل، وطالبه بشكر دولة الإمارات علنًا.. ثم وجه أسئلة خاطفة ومُربكة لوزير التموين علي المصيلحي، حين قال: "هنعمل ولّا لأ؟.. فاضطر الوزير أن يقول: «أنا مش مركّز، النور في عيني»!.
وقد هالني، فعلًا، حين قال الرئيس: «مصر مش طابونة»، وهو كلام يقوله الشعب، فالرئيس أعلى سلطة تنفيذية في البلاد، والأمر يتطلب اتخاذ قرارات، حتى لا تُصبح مصر طابونة، كما يقول.. ثم قال «فيه ناس مش لاقية تاكل، وناس واخدة 20 ألف فدان وضع يد»، المشكلة هنا عند مين؟!.. عند الدولة.. فهل لذلك كان منفعلًا وعصبيًا، أم أن هناك أسبابًا أخرى، مثلًا سياسية أو إقليمية، وراء عصبية الرئيس؟!.
ومن الأشياء التي استوقفتني أيضًا أن الرئيس طالب الشعب بأن يكون معه بقلبه، فهل استشعر الرئيس أن الشعب بدأ ينصرف عن دعمه وتأييده؟.. هل هناك مؤشرات بذلك، وهو يدخل عام الانتخابات، إما أن يجدد الشعب ثقته، وإما أن يسحب هذه الثقة؟.. فما هو الأمر بالضبط؟.. ولماذا طالب وزير الزراعة أن يشرح موقف احتياطي القمح؟.. أليس الموقف قديمًا، واستهلاكنا «معروف» منذ عهد مبارك؟!.
ومما قاله الرئيس أيضًا «عاوز الشعب يكون معايا بقلبه، زي ما أنا قلبي عليه».. ولا ننكر أنك يا ريس قلبك مع الشعب وعلى الشعب.. لكن هذا الشعب يريد «أمارات» على هذا الحب.. ويريد أن يلمس شيئًا.. يريد أن يعمل وينتج.. يريد فرصًا متكافئة.. من أول فرصة العمل، إلى فرصة الأكل والشرب، والمسكن والعلاج والتعليم.. يريد أملًا.. فقد أعطى هذا الشعب ولم ينتظر، وخرج من أجلك بعشرات الملايين!.
واللافت للنظر أن الرئيس حرص في مقاطعته للوزراء أن يقول هنجيب منين؟!.. وقال بانفعال: «هدفنا أن نقول للمصريين إحنا فين؟، علشان يعرفوا حكومتهم واقفة جنبهم ولا لأ؟».. هذه اللغة كاشفة لغضب مكتوم، لا نعرف سببه.. فلماذا يذكّرنا الرئيس بهذا؟.. وأين قمح المليون ونصف المليون فدان؟.. إلى أين وصلنا في المشروع؟.. هل حصل الشعب على الأرض ليزرع ثم امتنع؟.. «الحاج حمام» عنده الإجابة!.
لا أدري إن كان «السيسي» قد تلقى تقارير عن حالة الرضا العام، أم لا.. المؤكد أن «الحاج حمام» ترجم مشاعر الغضب في المراشدة، وهي صورة طبق الأصل للغضب في ربوع مصر.. فهل كان ذلك سبب عصبية الرئيس مثلًا؟.. ولماذا قال «مصر مش طابونة»؟ ولم يقل كعادته «مصر هتبقى أد الدنيا»؟.. إيه الحكاية؟!.. أرجع الكاتب الصحفي "محمد أمين"، السر وراء تغير لهجة الرئيس السيسي إلى احتمالية ورود تقارير من أجهزة بعينها في الدولة تكشف حالة تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، ووجود عدم رضا عن الممارسات الحكومية. وقال "أمين"، في مقاله المنشور بصحيفة "المصري اليوم": "مزاج الرئيس بالأمس، كان غير المزاج الذي تعودناه منه.. وربما ألقى ذلك بظلاله على مداخلاته مع الحكومة". وأضاف: "مؤخرًا، تغيرت لغة الرئيس، وعصبيته زادت جدًا.. فما هو سر عصبية الرئيس؟ ولماذا تغيرت مفردات لغته؟ بعد أن كان ينعم بهدوء وابتسامة لا تفارقه.. فهل هناك جديد؟.. هل الحالة الاقتصادية أسوأ مما نتخيل؟.. هل اكتشفها بالأمس فقط؟.. ولماذا تغيرت لهجته من الأمل إلى الغضب؟.. ولماذا تغيرت مقولة مصر هتبقى أد الدنيا إلى مصر مش طابونة؟.. ولماذا قال للمواطن إدينى قلبك؟!". وفيما يلي نص المقال كاملًا: مصر مش طابونة! مؤخرًا، تغيرت لغة الرئيس، وعصبيته زادت جدًا.. فما هو سر عصبية الرئيس؟ ولماذا تغيرت مفردات لغته بعد أن كان ينعم بهدوء وابتسامة لا تفارقه؟.. فهل هناك جديد؟.. هل الحالة الاقتصادية أسوأ مما نتخيل؟.. هل اكتشفها بالأمس فقط؟.. ولماذا تغيرت لهجته من «الأمل» إلى «الغضب»؟.. ولماذا تغيرت مقولة «مصر هتبقى أد الدنيا»، إلى «مصر مش طابونة»؟.. ولماذا قال للمواطن «إدينى قلبك»؟!. لا بد أنك لاحظت أن مزاج الرئيس بالأمس كان غير المزاج الذي تعودناه منه.. وربما ألقى ذلك بظلاله على مداخلاته مع الحكومة، من أول رئيس الوزراء إلى وزراء الزراعة، والتموين، والنقل.. فقد استوقف شريف إسماعيل، وطالبه بشكر دولة الإمارات علنًا.. ثم وجه أسئلة خاطفة ومُربكة لوزير التموين علي المصيلحي، حين قال: "هنعمل ولّا لأ؟.. فاضطر الوزير أن يقول: «أنا مش مركّز، النور في عيني»!. وقد هالني، فعلًا، حين قال الرئيس: «مصر مش طابونة»، وهو كلام يقوله الشعب، فالرئيس أعلى سلطة تنفيذية في البلاد، والأمر يتطلب اتخاذ قرارات، حتى لا تُصبح مصر طابونة، كما يقول.. ثم قال «فيه ناس مش لاقية تاكل، وناس واخدة 20 ألف فدان وضع يد»، المشكلة هنا عند مين؟!.. عند الدولة.. فهل لذلك كان منفعلًا وعصبيًا، أم أن هناك أسبابًا أخرى، مثلًا سياسية أو إقليمية، وراء عصبية الرئيس؟!. ومن الأشياء التي استوقفتني أيضًا أن الرئيس طالب الشعب بأن يكون معه بقلبه، فهل استشعر الرئيس أن الشعب بدأ ينصرف عن دعمه وتأييده؟.. هل هناك مؤشرات بذلك، وهو يدخل عام الانتخابات، إما أن يجدد الشعب ثقته، وإما أن يسحب هذه الثقة؟.. فما هو الأمر بالضبط؟.. ولماذا طالب وزير الزراعة أن يشرح موقف احتياطي القمح؟.. أليس الموقف قديمًا، واستهلاكنا «معروف» منذ عهد مبارك؟!. ومما قاله الرئيس أيضًا «عاوز الشعب يكون معايا بقلبه، زي ما أنا قلبي عليه».. ولا ننكر أنك يا ريس قلبك مع الشعب وعلى الشعب.. لكن هذا الشعب يريد «أمارات» على هذا الحب.. ويريد أن يلمس شيئًا.. يريد أن يعمل وينتج.. يريد فرصًا متكافئة.. من أول فرصة العمل، إلى فرصة الأكل والشرب، والمسكن والعلاج والتعليم.. يريد أملًا.. فقد أعطى هذا الشعب ولم ينتظر، وخرج من أجلك بعشرات الملايين!. واللافت للنظر أن الرئيس حرص في مقاطعته للوزراء أن يقول هنجيب منين؟!.. وقال بانفعال: «هدفنا أن نقول للمصريين إحنا فين؟، علشان يعرفوا حكومتهم واقفة جنبهم ولا لأ؟».. هذه اللغة كاشفة لغضب مكتوم، لا نعرف سببه.. فلماذا يذكّرنا الرئيس بهذا؟.. وأين قمح المليون ونصف المليون فدان؟.. إلى أين وصلنا في المشروع؟.. هل حصل الشعب على الأرض ليزرع ثم امتنع؟.. «الحاج حمام» عنده الإجابة!. لا أدري إن كان «السيسي» قد تلقى تقارير عن حالة الرضا العام، أم لا.. المؤكد أن «الحاج حمام» ترجم مشاعر الغضب في المراشدة، وهي صورة طبق الأصل للغضب في ربوع مصر.. فهل كان ذلك سبب عصبية الرئيس مثلًا؟.. ولماذا قال «مصر مش طابونة»؟ ولم يقل كعادته «مصر هتبقى أد الدنيا»؟.. إيه الحكاية؟!..