في سلسلة «كتاب الهلال» صدر كتاب جديد (مايو 2017) لأستاذة الصحافة المصرية والعربية والدولية ومناهج البحث بكلية الإعلام (جامعة القاهرة) الدكتورة عواطف عبد الرحمن بعنوان «اليهود المصريون والحركة الصهيونية». يعتمد الكتاب على الوثائق المنشورة وخصوصا الصحفية، وتحليل مضمونها في ضوء السياق الدولي والعربي وقبلهما المشهد المصري اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا منذ نهايات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين الذي بدأ زيارة تيودور هرتزل لمصر عام 1903 ضمن مساع وجهود للحركة الصهيونية العالمية والقوى الإمبريالية آنذاك لتوطين اليهود في فلسطين. ويعنى الكتاب بإبراز حقيقتين جوهريتين.. أولاهما روح التسامح والاحتواء والثقة التي شملت جميع اليهود المصريين منذ عهد محمد علي حتى قيام الكيان الصهيوني عام 1948، وقد سمحت تلك الروح لليهود في مصر بالمشاركة في جميع مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية، وكان منهم الوزراء والسفراء والمناضلون في صفوف الحركة الوطنية. ولكن بعد تأسيس أول فرع للمنظمة الصهيونية العالمية في مصر عام 1918 انتمى أغلبهم إلى الحركة الصهيونية، ونجحوا في جعل مصر قاعدة للدعاية الصهيونية من خلال الصحف، ولم يكن المجتمع المصري يدرك آنذاك خطورة الحركة الصهيونية حتى أن الطبقة الحاكمة وبعض النخب الموالية لها كانت تبدي تعاطفا مع الحركة الصهيونية، خاصة فى أثناء الحرب العالمية الثانية، عندما كانت تتوارد أنباء معسكرات الغاز وإبادة اليهود على أيدي سلطات ألمانيا النازية. أما الحقيقة الثانية فتذهب إلى أن معظم اليهود المهاجرين من أوروبا، والذين يشكلون العمود الفقرى للكيان الصهيوني، لا ينتمون إلى الجنس السامي، بل إن العرب والفلسطينيين بمن فيهم اليهود العرب والمصريون هم ضحايا الصهيونية وهم الساميون الحقيقيون. واليوم ومنذ قيام الكيان الصهيوني لا نزال ندفع ثمن الجريمة التي ارتكبتها أوروبا بترحيل المشكلة اليهودية إلى العالم العربي، واختيار فلسطين تحت دعاوى توراتية كي تصبح بؤرة دامية لهذا الصراع الوجودي. ويقول سعد القرش رئيس تحرير سلسلة «كتاب الهلال» إن هذا الكتاب الذي ينطلق من الوثيقة، ينسف دعاوى حاول كثيرون ترسيخها بخصوص اليهود في مصر حتى تفاعلات ثورة يوليو 1952 وأبرزها العدوان الثلاثي 1956، ومن هؤلاء جيئل بينين في كتابه «شتات اليهود المصريين»، إضافة إلى كتابات لمؤلفين مصريين هواة لم يعهد عليهم اهتمام بالبحث التاريخي، وسينمائيين يقدمون أفلاما تسجيلية أو روائية. والمؤلفة لها أكثر من 40 كتابا منها «مقدمة في الصحافة الإفريقية»، «الصحافة الصهيونية في مصر»، «مصر وفلسطين»، «الصحافة العربية في الجزائر 1954 1962»، «المدرسة الاشتراكية في الصحافة»، «قضايا التبعية الإعلامية والثقافية في العالم الثالث»، «إسرائيل وإفريقيا 1948 1984»، «الصحافة العربية في مواجهة الاختراق الثقافي الصهيوني»، «الإعلام العربي في عصر العولمة الرأسمالية: التحديات والبدائل»، «ثورة يناير وحرية الإعلام».