حلم التنمية يتحقق فى الصعيد

◙ الدكتور محمد منظور : المشروعات الجديدة ستحدث نقلة فى الاستثمار وتطوير البنية التحتية لجنوب مصر
◙ رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان : الرئيس أنهى تهميش الصعيد .. والتنمية تقضى على الهجرة الى العاصمة
...........................................................................................................


من رأى وعاش وعاني غياب الخدمات ليس كمن سمع على مدى سنوات طويلة معاناة الصعيد من التجاهل والنسيان ، ربما المقصود فى مرات ومرات أخرى بسبب ضيق ذات اليد ، لكن اليوم الجميع سواسية فى التنمية لا فرق بين محافظات الصعيد والوجه البحرى ، تستطيع بأقل مجهود أن ترى فرحة أبناء الصعيد خلال افتتاح الرئيس السيسى لعدد كبير من المشروعات التنموية فى محافظات الصعيد أمس الاول ومنها صومعةُ المراشدة لتخزينِ الغلال.
وبذلك يتمُّ الانتهاءُ من إضافةِ 25 صومعةً حديثة على أعلى مستوى سِعَةُ كلٍّ منها 60 ألف طن بإجمالى 5.1 مليون طن بتكلفة نحو 5.2 مليار جنيه ونصيبُ الصعيدِ منها 8 صوامع تستهدفُ الصوامعُ خفضَ حجمِ الفاقدِ والذى يصلُ إلي10% سنوياً بقيمة حوالي4 مليارات جنيه
هذا فضلاً عن الانتهاءِ من 105 شون مطورة (نصيبُ الصعيدِ منها 46 شونة)، وتم دخولُ هذه الصوامعِ والشونِ فى خطةِ استلامِ وتسويق الأقماح لهذا الموسم ، كما تم افتتاح مشروعات أخرى تشمل محور كوبرى جرجا على النيل بمحافظةِ سوهاج بتكلفةٍ استثماريةٍ حوالى 500 مليون جنيه ويتكون من 4 كبارى و 5 أنفاق ويربطُ مراكزَ سوهاج الواقعةَ غربَ النيل بطريقِ الصعيد البحر الأحمر، وكوبرى طهطا على السكةِ الحديد بمحافظةِ سوهاج لحلِّ مشاكلِ المزلقانات وربطِ مدينة طهطا ببعضِها وحلِّ كلِّ المشاكل المروريةِ بالمدينة، وكوبرى الكباش بالأقصر لمواكبةِ الحركةِ المرورية بالمدينة، وكوبرى نجع حمادى ويربِطُ شرقَ المدينةِ بغربِها وييسرُ حركةَ عبورِ السيارات، بالإضافة إلى تطوير محطة سكة حديد أسوان لتكون شكلا حضاريا.
والانتهاءُ من البنيةِ الأساسيةِ بالفرافرة لمساحة 21 ألف فدان، هذا بالاضافة إلى مشروعات أخرى تم الانتهاء منها وجار تنفيذها بالصعيد.
وداعا للتهميش
قال الدكتور محمد منظور رئيس جمعية من أجل مصر إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى وافتتاحه لعدد من المشروعات القومية الكبرى فى قطاعات مختلفة توفر الآلاف من فرص العمل لأبناء الجنوب هى بداية ثورة تنموية حقيقية للصعيد الذى ظل يعانى لسنوات التهميش فى العهود السابقة على مدى عشرات السنين بسبب عدم الجدية فى توفير حياة كريمة للمواطن.
وأضاف أن المشروعات التى افتتحها الرئيس خلال الزيارة، تهدف لدعم وتطوير البنية التحتية لمحافظات جنوب مصر وتسهيل عمليات التبادل التجارى والنقل بين مدنها ومراكزها وغيرها من باقى مناطق الجمهورية، كما أنها ستحدث نقلة نوعية فى مجال الاستثمار فى الصعيد بجانب توفير فرص العمل للشباب وإحداث حراك فى الاستثمار والعمل على جذب رءوس الأموال إلى الاستثمار فى الجنوب، وتقلل من زيادة الكثافة السكانية فى محافظات الوجه البحرى، وكذلك تنمية المثلث الذهبى الذى يعد شريانا جديدا للتنمية فى صعيد مصر عبر استغلال الموارد الطبيعية فى مصر والثروة المعدنية فى منطقة «المثلث الذهبي» بين قنا وسفاجا.
التنمية فى مواجهة الإرهاب
المستشار يحيى قدرى مؤسس تيار التنوير يرى أن أفضل ما فعلته القيادة السياسية خلال السنوات الماضية التنمية والاهتمام بمحافظات الصعيد مضيفا أن التنمية الحقيقية فى هذه المحافظة تستطيع أن تشغل وقت الشباب وتوفر لهم حياة كريمة بدلا من الوقوع فى قبضة التنظيمات المتطرفة ، وأضاف أن تنمية محافظات الصعيد بشكل حقيقى وجاد يقضى أيضا على الهجرة الى العاصمة من جانب محافظات الصعيد التى يفر شبابها من الفقر والاهمال الى القاهرة والاسكندرية والمحافظات الأخرى التى يوجد بها فرص عمل.
وشدد على أن تنمية محافظات الصعيد والاهتمام بها لم تعد رفاهية نفعله أولا فهو واجب وضرورة قومية والرئيس السيسي يعرف جيدا قيمة محافظات الصعيد ولهذا أقدم على تنميتها من أجل توفير فرص عمل للشباب يوفر لهم حياة كريمة كما أن محافظات الصعيد بها الكثير من الثروات التعدينية والنباتية والمحميات الطبيعية فى الوادى الجديد ، وأبرزها المحميات البحرية والصحراوية والجيولوجية بخلاف الثروات الطبيعية والمقومات السياحية يتميز الصعيد بالشخصية الصعيدية والقيم الإنسانية الطيبة التى يحترمها المجتمع ، والتى تعكس عادات وتقاليد الوجه القبلى ، خاصة أن الثابت فى العصور القديمة أن أبناء الصعيد هم بناة التراث التاريخى لمصر بلا منازع وتوقع قدرى أن يشهد الصعيد تحولاً كبيراً الفترة القادمة ضمن المشروعات القومية لتحديث مصر خصوصاً مع ممر التنمية.
الاستثمار فى الصعيد.
من جانبه قال الدكتور باسم أحمد كليلة عضو جمعية شباب رجال الأعمال إن السبب الرئيسى فى تحريك الحكومة فى محافظات الصعيد هو إصرار الرئيس عبد الفتاح السيسى على تنمية الصعيد والعمل على مواجهة حالات الفقر التى رصدتها الجهات المعنية والتى أظهرت أن أعلى نسبة فقر على مستوى الجمهورية كانت فى محافظات الصعيد.
وأضاف أن الاستثمار فى الصعيد تأخر أكثر من 50 عاما، والدولة تتحرك الآن لحل تلك الأزمة وتقوم بعمل تنمية حقيقية فى تلك المحافظات من خلال افتتاح مصانع وكبارى وأنفاق وتوفير أراضى صناعية تصلح للمشروعات الصغيرة والمتوسطة التى تساهم فى توفير فرص عمل للشباب.
وأشار الى أن بدء طرح المرحلة الأولى من المجمعات الصناعية المجهزة بالتراخيص بمحافظات الصعيد أمام المطورين الصناعيين، والتى تشمل 4 مجمعات بمحافظات الأقصر وأسيوط وقنا وسوهاج. خلال الفترة الماضية يؤكد أن الحكومة جادة فى استمرار التنمية فى جنوب مصر.
وناشد عضو جمعية رجال الأعمال الرئيس السيسى أن تظل الحكومة على عهدها فى تنمية محافظات الصعيد وألا تتركها فريسة للجهل وغياب التنمية وأن تعتبرها منطقة مهمة مثل القاهرة الكبرى لا يمكن اغفال تنميتها فالصعيد يمتلئ عن آخره بالثروات الطبيعية والأيادى العاملة التى تستطيع أن تعمل فى أى مهنة كما لابد من تدريب أبناء الصعيد فى المجالات المختلفة والمشروعات القومية التى سترى النور قريبا حتى يكونوا قادرين على استمرارها.
التنمية والأمن
علاء عابد رئيس لجنة حقوق الانسان بمجلس النواب أكد أن التنمية والأوضاع الأمنية وجهان لعملة واحدة مؤكداً أن الصعيد عانى التهميش على مدار سنوات طويلة ماضية وكان لابد من اعادة النظر اليه لسد جميع الأبواب فى وجه التنظيمات الارهابية التى تستغل الفقر والجهل لتجنيد أعضاء جدد.
وأضاف أن زيارة الرئيس السيسى محافظة قنا أمس الأول وافتتاحه عددا من المشروعات رسالة قوية لأبناء الصعيد أنه لن يحدث تهميش بعد اليوم وأن الصعيد شأنه شأن باقى محافظات الجمهورية، وأنه سينال حقه من التنمية فى الطرق والكبارى ومشروعات الاسكان والمدارس والمصانع واستصلاح الأراضى الزراعية وجميع المشروعات التى توفر حياة كريمة للمواطن مضيفا نتمنى أن تصل الدولة لمرحلة من التنمية فى الصعيد تدفع أبناء هذه المحافظات الى عدم الهجرة الداخلية الى القاهرة والاسكندرية والمحافظات الأخرى والعمل داخل محافظات الصعيد بعد توفير فرص العمل.
وتابع عضو مجلس النواب :»الحل الأمنى وحده لا يكفى ، يجب الاهتمام بالتعليم والقضاء على البطالة وتضافر جهود كافة مؤسسات الدولة للقضاء على وجود بعض التنظيمات الارهابية فى الصعيد بجانب التعاون الشعبى والاهتمام بالتوعية الدينية من خلال المساجد والكنائس»، بجانب دعم خطط تنمية الصعيد ووضعه على خريطة التنمية.
المجتمع المدني
المستشار محمد سليم عضو مجلس النواب عن محافظة أسوان يرى أن الحكومة وحدها لن تستطيع حل مشاكل محافظات الصعيد التى تراكمت على مدى عقود طويلة كما تراكمت مشاكل وأزمات مصر على مدى عقود طويلة مضيفا أن جمعيات ومنظمات الجمعيات الخيرية والأهلية منتشرة فى محافظات الوجه البحرى والقاهرة ولكنها لا تعرف شيئا عن محافظات الصعيد ولابد من مساندتها فى مشاكل محو الأمية وتوفير فرص عمل وغيرها من المشاكل.
وأشار الى أنه خلال الفترة الماضية أقام ملتقى للتوظيف بمحافظة أسوان خلال الأيام الماضية وحضر آلاف الشباب فى جميع التخصصات مما يؤكد أن هؤلاء الشباب يريدون تنمية محافظات الصعيد ويريدون الاستقرار فى المراكز والقرى والحكومة مطالبة هنا بإنشاء مصانع ومشروعات صغيرة تستوعب هذه الطاقات وتمثل اضافة حقيقية للاقتصاد الوطني.
وأشار عضو مجلس النواب إلى أن تنمية الصعيد ليست مهمة مستحيلة وأن وجود نية صادقة لدى الحكومة لتنمية محافظات الصعيد ستجعلها منطقة جاذبة للاستثمار والاقامة من المصريين والأجانب كما أنه لابد من استغلال توافر الأيدى العاملة فى الجنوب.
وأضاف أن نسبة الشباب فى محافظات الصعيد تتجاوز 65% ومع ذلك لا يوجد اهتمام كاف بهم لافتا إلى ضرورة الاهتمام بهم حتى لا يتم تركهم عرضة للتحول إلى إرهابيين من خلال تأسيس نواد ثقافية ومراكز للشباب وتطوير التعليم فى مختلف محافظات الصعيد حتى نتمكن بشكل رئيسى من تنمية هذه المحافظات والقضاء على أى فرصة لخلق بؤر إجرامية بداخلها و ضرورة إنشاء مناطق صناعة واستثمارية والتشجيع المستمر لخلق فرص عمل للشباب بالاضافة للاهتمام بالرعاية الصحية.
وعد وأوفى
وقال المهندس معتز محمود عضو مجلس النواب عن محافظة قنا، ان الرئيس وعد وأوفى وقام بافتتاح مشروعات التنمية فى صعيد مصر، لتعويضه عن الحرمان الذى كان يعانيه لعشرات السنين.
واكد محمود ان افتتاح الرئيس لصومعة المراشدة التابعة لمركز الوقف غرب قنا، لتخزين القمح، على مساحة 29 ألفا و500 متر مربع وبتكلفة مالية 101 مليون جنيه، بسعة تخزينية تصل إلى 60 ألف طن، ستعمل على تأمين الغذاء لاهالى الصعيد.
كما ان مشروع استصلاح 38.5 ألف فدان بغرب المراشدة، تكلفته وصلت إلى 539 مليون جنيه و تنفذها الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، ستساعد على اعادة جزء من الرقعة الزراعية التى دمرها الزحف العمراني.
وأوضح أن محور كوبرى جرجا يعد شريان حياة جديدا لسوهاج، ويمثل نقلة نوعية فى البنية التحتية لربط شرق المحافظة بغربها من أجل جذب الاستثمارات، فى إطار تنفيذ الحكومة لخطتها للإصلاح الاقتصادى وتحقيق التنمية المستدامة.
وأكد أن الحكومة تعمل فى مسارات متوازية لتنفيذ أهداف الخطة الاستراتيجية للدولة مع تحقيق برامج الحماية الاجتماعية وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وظروف معيشتهم بشكل ملموس، إضافة إلى مواجهة الدولة للفكر المتطرف والمتشدد فى كل ربوع مصر سواء من خلال توفير القضاء على البطالة بتوفير فرص العمل للشباب فى شركات القطاع الخاص والتركيز على دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وأضاف أن تلك المشروعات التنموية التى يتم افتتاحها ضمن جداول زمنية محددة تأتى للتأكيد على جدية الدولة المصرية فى العمل لصالح المواطنين بتطبيق خطط إصلاح اقتصادى واجتماعى جادة ومستمرة لتحقيق التنمية المستدامة فى المجتمع.
وتابع: قيام الرئيس السيسى بافتتاح المشروعات المختلفة من صوامع القمح بالنظم الحديثة للتقليل من إهدار المال العام والقضاء على الفساد، وضبط المنظومة ذات الصلة، كما يهدف متابعته الميدانية لعملية استصلاح الأراضى وتطوير الكبارى والمحاور الرئيسية فى الصعيد لربط شرق النيل بغربه ودعم البنية التحتية لجذب مزيد من الاستثمارات فى الصعيد لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار إلى أن انفعال الرئيس بشدة خلال كلمته أثناء افتتاحه المشروعات التنموية بقنا وسوهاج، حول أراضى وضع اليد فى العديد من المناطق جاء ليؤكد إصرار الحكومة على المضى قدما لاسترجاع تلك الأراضى التى تم اغتصابها من الدولة والحفاظ على ثروات البلاد وتوجيهها للمصلحة العامة بهدف تحقيق الرخاء للمواطنين ، وأوضح أن الرئيس وجه فى كلمته العديد من الرسائل للتشديد على دور وقوة القانون، الذى يجب أن يكون الأداة الرئيسية للقضاء على الفساد.