أكد سفير مصر بمكسيكوسيتي إبراهيم خيرت أن العلاقات السياسية بين مصر والمكسيك تتسم بالهدوء بوجه عام, مع الوضع في الحسبان أن هناك استجابة مكسيكية ملموسة لأي مبادرة مصرية لتوطيد العلاقات بين البلدين. وأضاف أن هناك تبادلا لتأييد الترشيحات المصرية والمكسيكية بالمنظمات الدولية, فضلا عن التنسيق في مجال القضايا متعددة الأطراف. وأشار السفير المصري إلي أنه علي الرغم من إعلان المكسيك دوما تأييدها لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة لتعيش جنبا إلي جنب مع دولة إسرائيل, إلا أن مواقفها الأخيرة لا تعبر عن ذلك, خاصة عدم تصويتها لصالح انضمام فلسطين لمنظمة اليونسكو, حيث إن سياسية الحكومات المكسيكية المتعاقبة في هذا الصدد ترتبط بموقف القوي الكبري, وعلي رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية( لم تعترف المكسيك بالدولة الفلسطينية حتي الآن علي غرار الدول التي اتخذت تلك الخطوة الشجاعة بأمريكا اللاتينية). وألمح السفير المصري إلي أن السياسة الخارجية المكسيكية تجاه إفريقيا والشرق الأوسط مازالت محدودة مقارنة بدولة لاتينية مثل البرازيل, خاصة في ضوء التوجه المكسيكي التقليدي في المقام الأول صوب الولاياتالمتحدةالأمريكية, والتي تستقبل85% من الصادرات المكسيكية, ثم أمريكا اللاتينية والقارة الأوروبية( لدي المكسيك7 سفارات فقط في القارة الإفريقية, مقارنة ب50 بعثة دبلوماسية في الولاياتالمتحدة). وقال إن الحكومة المكسيكية تبذل جهودا كبيرة لتحقيق الريادة في قارة أمريكا اللاتينية, اقتصاديا, وسياسيا, خاصة مع وجود شعور عام لدي الدوائر الرسمية والشعبية أن تلك الريادة قد آلت للبرازيل, بإمكاناتها الاقتصادية الكبيرة, وتأثيرها البارز علي صعيد قضايا القارة, والقضايا متعددة الأطراف علي الصعيد الدولي. وحول العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين قال السفير إبراهيم خيرت لقد قام وفد من رجال الأعمال المصريين بزيارة تعد الأولي من نوعها, للمكسيك خلال الفترة من19 أبريل وحتي9 مايو الماضي, حيث عقدوا العديد من اللقاءات والمباحثات التجارية والاستثمارية مع نظرائهم المكسيكيين, أسفرت عن تحقيق نتائج إيجابية وملموسة, حيث تم التوقيع علي اتفاق تعاون مشترك مع إحدي الشركات المكسيكية, يقوم بموجبه الجانب المصري بتصدير الرخام للمكسيك, علي أن تعمل الشركة المكسيكية كوكيل لنظيرتها المصرية للترويج لصادرات مصرية أخري, يتم الاتفاق عليها بناء علي دراسة مشتركة بين الجانبين. وتم الاتفاق علي أن يقوم وفد من رجال الأعمال المكسيكيين بزيارة لمصر خلال الفترة المقبلة للتعرف علي الفرص الاستثمارية, خاصة في المدن الساحلية علي البحر الأحمر, وكذلك للتباحث حول سبل نقل الخبرة المكسيكية في المجال الزراعي, والاستزراع السمكي. وأشار إلي أن حجم التبادل التجاري بين البلدين لم يتجاوز450 مليون دولار, كما يقدر حجم الاستثمارات المكسيكية في مصر بنحو700 مليون دولار, تتركز في مجالات الأسمنت, والبترول, والمقاولات, والتكنولوجيا, وغيرها( يعد مشروع شركة سيمكس المكسيكية للأسمنت بمصنع أسمنت أسيوط أهم الاستثمارات المكسيكية بمصر, بإجمالي استثمار مقداره650 مليون دولار تقريبا), بينما تتمثل أهم الاستثمارات المصرية بالمكسيك في مشروع شركة السويدي للعدادات الكهربائية, وهو مشروع مشترك مع شركةSUCASA المكسيكية, بقيمة إجمالية قدرها2.5 مليون دولار تمتلك الشركة المصرية60% من رأسماله. حيث تتمثل الصادرات المصرية للمكسيك في الغاز الطبيعي السولار مواد البناء الملابس القطن الخام الرخام السجاد, بينما تتركز الواردات المصرية من المكسيك في كيماويات البناء المواد الطبية البيطرية قطع غيار الماكينات الصناعية قطع غيار السيارات الطعوم وخاصة المضادة لإنفلونزا الطيور.