شعبية منتخب البرازيل في الشارع المصري.. وشعبية صورة المناضل الأرجنتيني "تشي جيفارا" بين الشباب.. وتمثال سيمون بوليفار البطل التاريخي لأمريكا اللاتينية الموجود أمام مبني وزارة التجارة والصناعة علي كورنيش النيل، كلها لقطات رصدتها د.فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي وسفراء دول أمريكا اللاتينية في المنتدي الاقتصادي الأول لدول مصر وأمريكا اللاتينية الأسبوع الماضي بجمعية رجال الأعمال المصريين، فالقارة ليست غريبة علي الشعب المصري، إلا أن الغريب هو أن هذا التقارب الثقافي لا ينعكس علي البيزنس، فعلي الرغم من أن أمريكا اللاتينية تعج بالاقتصادات النامية وفرص الربح الهائلة فإجمال ناتجها المحلي وصل إلي 3 تريليونات دولار، إلا أن البيزنس المصري فيها مازال قليلاً ويغلب عليه المبادرات الفردية كما قالت وزيرة التعاون الدولي في المؤتمر، بل إن الوزيرة ساقت مثالا من واقع علاقتنا التجارية لفتت أنظار الجميع بحديثها عن أننا نستورد في مصر بعض أنواع الزهور من إيرلندا وهي الزهور المزروعة في الأصل في كولومبيا. في جلسة واحدة حاول 17 سفيرا من أمريكا اللاتينية أن يقربونا أكثر من اسواقهم ويعرضوا فرص الربح والاستثمار المشترك مع بلادهم. معدلات نمو مرتفعة واقع البيانات المعروضة في المنتدي عن اقتصاديات أمريكا اللاتينية يدلل علي أن أسواق القارة تعيش انتعاشة اقتصادية حقيقية، ليس فقط في اقتصادات دول مثل البرازيل والمكسيك اللتين تحظيان بشهرة عالمية كدول لاعبة في الاقتصاد الدولي ولكن في دول أخري ربما لا نعرف عنها الكثير فعلي سبيل المثال يتخطي معدل النمو في بيرو 7% سنويا وعوائد التصدير ترتفع بأكثر من 35% سنويا، وحققت أوروجواي في عام 2007 نموا بنسبة 7.6%، ووصل معدل النمو السنوي في بنما في عام 2007 4.7%، وكان معدل التضخم أقل من 2%، وجمهورية الدومنيكان أيضا حققت نموا بنسبة 5.8% في 2006/2007 وهو مادفع الاقتصاديين لتلقيبها "بنمر الكاريبي"، ومثل هذه المعدلات في أسواق القارة الناشئة تدفع فرص الاستثمار بقوة في قطاعات الاتصالات والبنية الأساسية. فالدومنيكان علي سبيل المثال تسوق نفسها كسوق كبير للخدمات ومركزا بين أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وتحظي ب 9 مطارات دولية تساعد علي استثمار موقعها الجغرافي، وتدعو إلي استثمارات في بلادها في مجالات البنية الأساسية والمياه. ومن أولويات الاستثمار في بيرو أيضا في الفترة القادمة مشروعات شبكات الطرق من حيث إنشائها وتشغيلها، وكذلك مشروعات إنشاء الموانئ الاقليمية الرئيسية وإنشاء "المجموعة الثانية من المطارات الاقليمية" في بيرو، والتي تبلغ 6 مطارات، إلي جانب مشروعات المياه في المدن الرئيسية وتحسين شبكة الاتصالات وغيرها من المشروعات. وإن كانت بعض الأنباء عن أعمال الإرهاب تأتينا عبر نشرات الأخبار من بعض المناطق في أمريكا اللاتينية فهذا ليس الوضع في كل دول القارة فنيكاراجوا، التي حققت معدل نمو 7.3% في ،2007 تفاخر بأن وحدة "ايكونوميست انتلجنت" اعتبرتها الأكثر أمانا من بين عشرة اقتصادات عالمية تضم دولار مثل المكسيك والهند والصين وأنها أكثر البلاد أماناً في أمريكا الوسطي، وكان تقييم الأمان يقاس من حيث أعمال مثل الجرائم والاختطاف والصراعات المسلحة. وتدعوا نيكاراجوا أيضا إلي الاستثمار في قطاعات البنية الأساسية والنشاط الزراعي أيضا، حيث يوجد بها 9.4 مليون هكتار صالحة ومتاحة للزراعة، بينما مليون هكتار فقط هي المستغلة حاليا، علاوة علي توافر الموارد المائية بأكثر من 5.2 مليون هكتار من البحيرات. 4 مليارات نسمة من المستهلكين وتسارع دول عدة في أمريكا اللاتينية إلي التوسع في تحرير تجارتها حتي تصبح البوابة الاقليمية لاسواق القارة وللسوق الأمريكي أيضا فشيلي توسعت في اتفاقيات تحرير التجارة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي ودول أخري عدة كبوليفيا وكولومبيا وكوبا إضافة إلي كندا والصين وفنزويلا وغيرهما وهي الاتفاقيات التي تتيح الوصول إلي 8.3 مليار مستهلك وتجعل البلد بوابة لدول أمريكا اللاتينية وآسيا باسيفيك. إلا أن المؤشرات الايجابية لدول أمريكا اللاتينية لا تنعكس بشكل كبير علي مؤشرات التجارة مع مصر التي عرضت في المؤتمرفعلي سبيل المثال حجم تجارتنا مع كولومبيا يقدر ب 5 ملايين دولار فقط لاغير..، وتقدر صادرات فنزويلا إلي مصر ب 159.159.11 دولار من سلع كالحديد المنقي والسمسم والإطارات، بينما تقدر صادرات مصر إلي فنزويلا 007.743.1 دولار فقط في مجالات كمدخلات صناعات دوائية ومستحضرات تجميل والسجاد.