إشارة لقصة «المفتاح» التى نشرناها الجمعة الماضية دون اسم كاتبها، لتعذر معرفته، يسعد صفحة إبداع بالأهرام أن تعلن للقراء عن هوية الكاتبة، وهى صديقة الصفحة عبير درويش التى فازت بالمركز الثانى فى مسابقة نادى القصة عن قصة قصيرة سبق أن نشرها الأهرام. الأصدقاء يرقبونه فى حسد. خطيبته الجميلة تقفز فى كل مكان بثوبها الأحمر الأنيق الذى يبرز كل مفاتنها. تتابع أدق التفاصيل باهتمام شديد؛ لا يوجد على المائدة إلا الطعام والمشروبات التى يفضلها. الموسيقى المنبعثة فى الحديقة هى الموسيقى التى يحبها. طبعت صورته على شريحة ذهبية تعلقها فى صدرها لتؤكد حبها له أمام الجميع. تخشى أن تخطفه إحدى صديقاتها أو قريباتها، إنهن يتمايلن حوله فى دلال، يرقبنه بنظرات جائعة مثل النمور التى تنتظر اللحظة المناسبة للهجوم. بالرغم من ذلك لا يشعر بالسعادة! بدأ رحلة البحث عن أليفته منذ اليوم الأول فى المراهقة, وربما قبل ذلك. ليس مثل أصحابه؛ بل أكثر منهم نهماً وجشعاً فى الحب. لا توجد حياة إلا فى نبضات قلب المرأة المفعم. يحلم بالعون والصداقة والرفقة فى مشوار الحياة الطويل, لكن الفشل يلاحقه باصرار شديد. فى النهاية أدرك أنه ليس جذاباً أبداً للنساء. سجن نفسه داخل قوقعته، الوحدة قاتل شرس لا يرحم. اكتشف كيمياء الحب بالمصادفة. على الفور تحول الفشل إلى نجاح باهر. التفت كل النساء حوله، يحاصرنه، يطاردنه، كل منهن تحاول جذب انتباهه بطريقة ما. إنها الفرصة المناسبة للإختيار. بالطبع اختار الأجمل والأذكى، ولماذا لا تكون الأغنى أيضاً؟ لكنه، اليوم، يشعر أن خطيبته الجميلة مجرد جسد فقط، ماكينة، يضغط على الزر فتدور الماكينة ويعرف جيداً الزر الذى يوقفها. الذى يؤكد له ذلك أنها لا تشعر الآن بالقلق المعتمل فى قلبه. إنه لا يستطيع الحياة مع ماكينة. لا بد من مصارحتها. يشفق عليها من هذه المكاشفة. ستبكى بشدة، ستنهار، وهو لا يحب جرح المشاعر أبداً. القلب قدس الأقداس ولا يجوز العبث به. لكن لا بد من المصارحة لكى يرتاح. فى الغد، أخبرها أنه إكتشف كيمياء الحب, من خلال صديقه القبطان، من الخارج استطاع الحصول على الفيرومون الذى يثير غرائز الأنثى. هذا هو سر حبها له. موقفها كان عكس المتوقع تماماً. فى لحظة واحدة تحول الحب الجارف إلى احتقار. وعاود الإكتئاب الحصار المحكم. عاد يتجول وحيداً يشتم رائحة اليود وهو يسأل الموج عن كيمياء الحب!