بدأ الرئيس الفرنسى المنتخب إيمانويل ماكرون عملية تشكيل الحكومة الجديدة بعد فوزه فى الانتخابات التى جرت أمس الأول - الأحد - بأغلبية 66،10٪ مقابل 3،90٪ لمنافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان وفقا للنتائج الرسمية التى أعلنتها وزارة الداخلية الفرنسية صباح أمس، بنسبة مشاركة بلغت نحو 68٪، متضمنة نسبة امتناع قياسية عن التصويت بلغت 25،44٪ من الناخبين المسجلين، بمعدل بطاقة بيضاء بين كل ثلاث بطاقات اقتراع. وغداة انتخابه، حضر ماكرون أمس احتفالات الثامن من مايو مع الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا أولاند، والتى تخلد ذكرى هزيمة ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية، وذلك قبل أن يبدأ فى تشكيل حكومته تمهيدا لتسلم السلطة رسميا من أولاند الأحد المقبل، واستعدادا للانتخابات التشريعية 11 الشهر المقبل، والتى ستشكل امتحانا صعبا له بعد فوزه الكبير فى الاقتراع الرئاسي. وفى خطاب النصر الذى ألقاه أمام أنصاره أمام متحف اللوفر بباريس، اعترف ماكرون بأن فوزه فى الانتخابات لا يعنى «شيكا على بياض»، محذرا من أن الأغلبية البرلمانية لازمة لإحداث التغيير الذى وعد به. وقال ماكرون إنه يسعى لإنهاء حالة الانقسام التى تعرض لها الفرنسيون خلال هذه الانتخابات، كما أكد احترامه للناخبين الذين صوتوا للأحزاب المتطرفة، مشيرا إلى أنه سيعمل على إنهاء الأسباب التى أدت إلى تبنيهم أفكارا متطرفة، وأضاف أيضا : «سأعمل على إعادة الربط بين أوروبا وشعوبها .. بين أوروبا والمواطنين». وتعهد ماكرون أيضا بأن تكون فرنسا فى طليعة الحرب على الإرهاب. وتزايدت التكهنات فى وسائل الإعلام الفرنسية بشأن من سيختاره ماكرون لشغل منصب رئيس الوزراء، حيث تم طرح أسماء مثل كريستيان لاجارد مديرة صندوق النقد الدولى وسيلفى جولارد، العضوة بالبرلمان الأوروبي. وقال ماكرون إنه لن يناقش أسماء الشخصيات التى سوف تتضمنها حكومته حتى يصبح رئيسا رسميا الأحد المقبل. وتتمثل أول الإجراءات السياسية التى أعلن عنها ماكرون فى تقديم مشروع قانون حول «أخلاقيات الحياة السياسية»، حيث قال : «أريد أن أعيد الأخلاق إلى حياتنا العامة». كما يرغب الرئيس الجديد فى تعديل قانون العمل المثير للجدل «بدءا من الصيف»، على الرغم من معارضة اليسار. كما ينتظر أن تكون ألمانيا هى أول دولة يزورها ماكرون فور توليه الرئاسة، حيث أبلغ المستشارة أنجيلا ميركل خلال اتصال هاتفى أجراه معها فور إعلان فوزه أنه سيزورها «قريبا جدا». وعلى الجانب الآخر، عبرت مارين لوبان عن ارتياحها «للنتيجة التاريخية والكبيرة» لحزبها الذى «أصبح القوة الأولى فى المعارضة»، بحسب تعبيرها، فى إشارة إلى حزب الجبهة الوطنية اليمينى المتطرف، وحصولها على 10،5 ملايين صوت، متجاوزة بذلك، وبفارق كبير، النتيجة التى سجلت فى الجولة الأولى، وهى 7،7 ملايين صوت. وفى الإليزيه، هنأ أولاند مستشاره السابق بفوزه فى الاقتراع، وقال إن فوز ماكرون علامة على وحدة الفرنسيين واختيارهم للتوحد حول القيم الجمهورية. وفى الخارج، لقى فوز ماكرون ترحيبا واسعا من قبل القادة الأوروبيين، بينما كتب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على موقع «تويتر» أنه «يهنئ» ماكرون «بفوزه الكبير» ويتطلع إلى العمل معه، فى حين دعا الكرملين الرئيس الفرنسى المنتخب إلى تجاوز المرحلة الماضية، وفتح باب جديد من التعاون بين موسكووباريس.وعربيا، وبعد تهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسى للرئيس الفرنسى الجديد، وإعرابه عن تطلعه للعمل معه فى سبيل تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين، توالت التهانى من القادة العرب على ماكرون، وأبرزها من العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز، ورئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس التونسى الباجى قائد السبسي، والعاهل المغربى الملك محمد السادس، والرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي. وفيما يتعلق بالانتخابات التشريعية المقبلة، أشار استطلاع للرأى أجراه مركز «كانتار سوفريس وانبوان» أن حزب «إلى الأمام» سيحصل على ما بين 24 و26٪ من المقاعد فى الجمعية الوطنية الجديدة، متقدما على الجمهوريين الذين سيحصلون على 22٪، فى حين تحصل جبهة لوبان اليمينية المتطرفة على ما بين 21 و22٪، والحزب الاشتراكى على أقل من 9٪.