محادثات الرئيس عبد الفتاح السيسى غدا مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بالكويت، وبعدها مع عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة فى المنامة، سوف تتناول بالتأكيد ملف العلاقات الثنائية بين مصر وهاتين الدولتين الخليجيتين المهمتين، وذلك فى إطار سعى مصر الدءوب هذه الأيام إلى اعادة لم الشمل العربى وتنسيق الجهود للحفاظ على الأمن القومى العربي. وكان الرئيس السيسى قد زار قبل عدة أيام كلا من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، حيث جرى بحث كل القضايا والأزمات العربية، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب الذى بات يمثل خطرا يتهدد الجميع. ولاشك فى أن الأمة العربية أحوج ما تكون فى الوقت الراهن إلى التكاتف والتضامن فى مواجهة هذا الخطر الذى يتمدد بشكل غير مسبوق مما يستدعى استراتيجية جديدة شاملة للمواجهة. ومعلوم للجميع أنه دون التعاون المصرى الخليجى فى هذا الملف الشائك فإن من الصعوبة بمكان تحقيق أى تقدم، إذ لم تعد جهود كل دولة عربية على حدة كافية لاحتواء هذا التحدى المتصاعد. وليس بمعزل عن مكافحة الارهاب ضرورة التعجيل بحل أزمات المنطقة، سواء فى سوريا أو ليبيا أو اليمن أو العراق وغيرها، حيث إن هناك ارتباطا عضويا بين اشتعال الصراعات العربية الداخلية وتنامى قوة التنظيمات الارهابية، سواء داعش أو القاعدة أو الجماعات المسلحة التابعة للتيارات المتطرفة الأخري. وفى هذا السياق لا يمكن اغفال حقيقة وجود ادارة جديدة فى واشنطن برئاسة دونالد ترامب، ولهذه الادارة تصور مختلف عن تصور ادارة أوباما السابقة عن الشرق الأوسط وقضاياه، وهو ما يستوجب تضافر الجهود وتوحيد الرؤى العربية للتعامل مع تلك الرؤية الأمريكية الجديدة. ولأن مصر هى عمود الخيمة العربية وإحدى القوى الاقليمية الأهم بالشرق الأوسط فإن الجميع يتطلعون الآن إلى نهوضها بالدور المنوط بها، وها هو الرئيس السيسى لا يكف عن الحركة والنشاط من أجل الحفاظ على هذا الدور وتقويته. إن السعى المصرى الحثيث لتقوية التحالف المصرى الخليجى هو من طبائع الأمور حيث لا يمكن تصور مصر دون شقيقاتها الخليجيات، ولا الخليج دون مصر، وإذا كان ثمة من يشكك فى ذلك فليس عليه إلا إعادة قراءة حقائق الجغرافيا والتاريخ من جديد. لمزيد من مقالات راى الاهرام