لدينا إسطوانة مشروخة استهلكناها كثيرا في العهد السابق نكرر فيها رفضنا لتدخلات امريكا في شئوننا الداخلية, وكأننا نكررها للاستهلاك المحلي.. بينما نعلم جيدا أن أمريكا لا تتوقف,. مهما اعترضنا, عن الاهتمام بدولتنا, والتدخل المباشر وغير المباشر في سياساتنا الداخلية والخارجية, أولآ لما تمثله مصر من أهمية بالنسبة لها.. وثانيا لما قد تراه ضارا بمصالحها, أو منتهكا لحقوق الإنسان وخاصة الأقليات.. ثم أن علاقتنا الرسمية معها تتيح هذا التدخل نظرا لما تمثله هي ايضا من أهمية بالنسبة لنا.. ذلك رغم العداء الشعبي التقليدي لها.. فما زلنا كما كنا من قبل حلفاء وأصدقاء, وإن كنا لا نبوح بذلك الآن.. المصالح بيننا ما زالت متعدده ومتشابكه.. ويفترض أن التفاهم والتعاون بيننا علي ما يرام. الرئيس اوباما كان أول المهنئين للرئيس مرسي, واعتبر انتخابه علامة بارزة علي الطريق نحو الديمقراطية, متعهدا بمواصلة دعم ذلك التحول الديمقراطي ووزيرة خارجيته اعربت عن الارتياح لتولي مرسي الحكم.. وتحدثت وسائل الإعلام الأمريكية عن تنسيق أمريكي سري مع الإخوان قبل وبعد الثورة وقالت إن واشنطن ضغطت من أجل توليهم الحكم.. كما طالبت المجلس العسكري بإخلاء الساحة السياسية وترك الحكم لهم. ولكن مازال الإعلام الأمريكي يبدي قلقه وشكوكه تجاه حكم الإخوان.. يطرح العديد من علامات الاستفهام حول شكل العلاقة بين الدولتين, وما اذا كانت مصر ستصبح عدوا جديدا لأمريكا, وما اذا كان يجب قطع المساعدات العسكرية عن قواتنا المسلحة بسبب ما انتزعته من حقوق, وفي اي إتجاه تتخذ مصر مسارها: إتجاه تركيا أم إيران.. وهل الثورة مستمرة أم تم اختطافها؟, وغير ذلك من تساؤلات.. ولا تخفي أمريكا قلقها علي امن إسرائيل, ومعاهدة كامب ديفيد والأمن في سيناء وحرية الملاحة بقناة السويس, ومسألة التقارب مع ايران.. وأكثر ما تخشاه هو ان تفقد نفوذها في مصر والمنطقة. أمريكا ليست وحدها التي تشعر بالقلق.. تشاركها في ذلك اوروبا ودول اخري بالمنطقة.. فالاحداث في مصر لا تخصها وحدها.. ولا يملك الرئيس مرسي وقتا طويلا لكي يطمئن الجميع بدءا بالمصريين.. مطلوب منه الوفاء بتعهداته بشأن الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية.. توسيع قاعدته لتضم مختلف التيارات السياسية.. تجنب احتكار السلطة, والانفتاح علي العالم الخارجي فالعالم يراقب وينتظر. المزيد من أعمدة سلوي حبيب