انطلقت أمس أعمال الدورة السادسة عشرة لمنتدى الإعلام العربى فى دبى تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى بمشاركة العديد من قيادات العمل الإعلامى العربى والرموز الفكرية والثقافية وأهم الكتاب وصناع الرأى فى المنطقة العربية، إلى جانب لفيف من كبار المسئولين الحكوميين والأكاديميين العرب والأجانب. وحضر الافتتاح الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ولى عهد إمارة دبى حيث تركزت نقاشات المنتدى حول مفهوم "الحوار الحضارى" ومتطلبات إقامته واستحقاقات تفعيله فى مواجهة مجمل التحديات التى تشهدها المنطقة العربية جراء النزاعات الإقليمية المتفاقمة وما خلفته من أزمات إنسانية وتنموية حجبت عن المنطقة العديد من الفرص وحرمت بعض بلدانها من تحقيق معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية المأمولة. وتحدث أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى عن رؤيته حول انعكاسات الأوضاع الحالية على مستقبل العمل العربى المشترك وما يستدعيه الموقف من حوار حضارى جاد لتجاوز تداعياته السلبية، ونظرته لما يمكن أن يسهم به الإعلام فى هذا الصدد. وأكد الامين العام للجامعة العربية أن المرحلة التى يمر بها العالم العربى بالغة الصعوبة وتحتاج لتضافر الجهود وعدم السماح بتدخل دول أجنبية بقضايا المنطقة، مشيرا إلى أن الجامعة قادرة أن تخدم الأمة إذا أتاحت لها الأمة فرصة العمل، قائلا " إنه يجب علينا أن نتصالح ونتصارح." وأشار أبوالغيط الى أن هناك مساعى لمصالحات تاريخية من خلال اللقاءات العربية مع الدول الأخرى، محذرا فى الوقت نفسه من ضياع الوطنية العربية. وأضاف أنه لابديل عن الجامعة العربية والحفاظ عليها رغم الواقع الصعب للنظام الإقليمى العربي، داعيا إلى التصدى لمحاولات هدم الدولة الوطنية حتى لاينهار النظام العربي. كما أكد أبو الغيط أنه ليس من حق أى دولة عربية أو إسلامية أن تتدخل فى أرض عربية أو إسلامية لحماية أى جماعة أو طائفة على أراضيه، مؤكدا أنه لم ير فى حياته التى امتدت حتى الآن إلى 74 عاما أسوأ من الواقع العربى الحالي. ومن جانبه قال سلطان الجابر وزير الدولة الاماراتى ورئيس مجلس إدارة المجلس الوطنى للإعلام ان منتدى الإعلام يشكل محطة بارزة فى قطاع الإعلام فى المنطقة على أنه يقدم منصة تفاعلية تفتح آفاقاً واسعة للحوار وتبادل الخبرات ووجهات النظر بما يسهم فى إيجاد أفضل السبل للارتقاء بالعمل الإعلامي. واضاف الجابر أنه"لا شك بأن انعقاد المنتدى فى هذه المرحلة يكتسب أهمية إضافية فى ظل التطورات المتسارعة التى يشهدها قطاع الإعلام والتأثير الكبير لوسائل الإعلام الرقمى والاجتماعى والذى فرض على المعنيين بهذا القطاع ضرورة إعادة النظر فى الأسس التى قامت عليها صناعة الإعلام لعقود عدة". كما أكد الوزير سلطان الجابر أن المنتدى يقدم هذا العام من خلال شعار "الحوار الحضاري" فرصة لتسليط الضوء على الدور الفاعل للإعلام والمسؤولية الملقاة على عاتق الإعلاميين فى نقل الأخبار بمصداقية والسعى لإقامة حوار حضارى يسهم فى تعزيز القيم الإيجابية وتحقيق التنمية والتطور للمجتمعات الإنسانية معربا عن ثقته بأن المنتدى سيشهد نقاشات جادة ومفيدة تسهم فى الارتقاء بدور الإعلام العربي. ومن جانبها، تحدتث نورة الكعبى وزيرة دولة لشئون المجلس الوطنى الاتحادى رئيسة مجلس إدارة شركة أبوظبى للإعلام ضمن الجلسة الأولى مع انطلاق المنتدى عن الحوار الإعلامى الهادف وأهمية الإعلام كوسيلة لنشر الحوار الحضارى من خلال إبرازه للحقائق ومعالجته للمحتوى بشكل موضوعى وإيجابي، مشيرة إلى أن ما تمر به المنطقة العربية من تحديات يلقى بمسئولية كبيرة على الخطاب الإعلامى ليكون أكثر مهنية وحيادية وخالياً من المصالح التى تنحرف به عن المسار الصحيح. وقالت الكعبى إنه مع توسع الإعلام وانتشار وسائل الإعلام الحديث أصبح لدينا فرصة حقيقية لإبراز الوجه الموضوعى للإعلام وتوجيه خطاب حضارى يواكب ما تمر به المنطقة من تحديات،