منطقة «دير باويط» الواقعة فى حضن الجبل الغربى بمركز ديروط، شمال غرب محافظة أسيوط، تضم حفائر عامرة بالآثار القبطية، منها دير القديس أبوللو الذى سكن هذه المنطقة فى القرن الرابع الميلادي، ومن المنتظر أن تعلن البعثة الفرنسية قريبا النشر العلمى وأسرار المنطقة، خاصة الكنيسة الجنوبية. الباحث الأثري نشأت حسن محمد مدير عام آثار القوصية الإسلامية والقبطية يقول إن هناك قاعة داخل متحف اللوفر بباريس تضم آثار «دير باويط «، مشيرا إلى أن حفائر المنطقة بدأت على يد الأثريين الفرنسيين كليدا، وشاسينا عام 1901، حيث تم العثور على العديد من البوابات والأفاريز المعروضة حاليا بمتحف اللوفر بباريس، ثم جاء العالم الفرنسى «ماسبيرو « سنة 1913 وعثر على مجمع سكنى من الناحية الشمالية الغربية، ولوحة موجودة بالمتحف القبطى ترجع إلى القرن الخامس أو السادس الميلادى وتنقسم إلى قسمين العلوى منها به السيد المسيح وسط هالة نورانية، أما القسم السفلى فتظهر به السيدة العذراء تحمل المسيح طفلا وحولها اثنا عشر رسولا . ويضيف القذافى على مفتش بالآثار ان من أهم ما تم استخراجه من «باويط» بوابة كاملة عبارة عن عمودين بزخارف زجاجية تتوجهما تيجان كورانثية محفوظة فى متحف اللوفر، الى جانب ايقونة من الخشب عليها صورة السيد المسيح وأيقونة المسيح يضع يده على كتف القديس مينا، محفوظة أيضا بمتحف اللوفر. وأضاف على فتحى مفتش بالآثار ومتخصص فى الحفائر أنه لم تقتصر البعثة الفرنسية على العمل فى الموقع الأول وإنما تحركت للعمل فى موقع ثان بجوار حفائر «ماسبيرو» ثم جاءت الحفائر المصرية بالدير عام 1976 على يد الأستاذ عباس الشناوى وحفائر عام 1984على يد الأستاذ يحيى حسنين ، والتى كشفت عن مجموعة من الغرف والحجرات مختلفة المساحات وبعد رفع كميات من الرمل ، تبين انها بقايا كنيسة منفذة بطريقة «الفريسكو» تضم عددا من الصور الجدارية لحياة السيدة العذراء والمسيح الطفل وعددا من الموضوعات الدينية المقدسة مثل صورة تمثل حلم يوسف ورحلة العائلة المقدسة إلى بيت لحم، وهناك جدار جنوبى مصور عليه موضوعات دينية مقدسة تمثل أنبياء العهد القديم جميعها غير مكتملة، ومنظر لسبعة أشخاص واقفين كانوا فى الأصل تسعة يمثلون أنبياء العهد القديم يحمل كل واحد منهم صحيفة بها كتابات قبطية عن نبوءات وبشارات لظهور المسيح ويلاحظ فى هذا الجدار كثرة الكتابات القبطية وهى محفوظة بالمتحف القبطي.