بين إيقاعات جمالية تشكيلية تحاكى حقبة زمنية محددة وفكرا حضارياً، أجاد الفنان تجسيده فى قوالب نحتية يغلب عليها رمزية الشخصيات الإنسانية. والتى صاغها الفنان بشكل اختزالى بغض الطرف عن الاهتمام بالتفاصيل الجسدية، جاءت لتحوى مكنونا حضارياً وثقافياً، أفتتح المثال نجيب معين أحدث معارضه الفنية تحت عنوان"طريق أوريليوس" وذلك بجاليرى مصر بالزمالك والمقرر استمراره حتى 18مايو المقبل، ليضم بين جنباته نحو 15عملاً نحتياً ما بين خامات وتقنيات متعددة باستخدام الخشب والحجر والرسم. فمن خلال حوار متعمق بين الفنان والمكان الذى تأثر به وأراد استرجاع دلالاته التاريخية، وهو المحفز البصرى الذى أشعل بداخل روحه فكرا ورؤى أراد التعبير عنها من خلال منحوتاته التى جاءت لتحاكى وتعبر عن تلك الفترة. وذلك فى أثناء رحلته لأوريليوس وهو، كما يقول نجيب معين، الطريق الذى كان يصل روما القديمة ومستعمراتها فى الشمال، وكان حلقة الوصل بين ثقافات جنوب المتوسط وثقافات الشمال الأوروبي. كما يضيف الفنان أن سفره لإيطاليا يعد نقطة تحول وميلاد لتجربته النحتية لما وجده هناك من مكملات بصرية وثقافية لثقافة البحر المتوسط التى ينتمى إليها. يقول الناقد التشكيلى الدكتور ياسر منجي: "لقد كان بحث نجيب مُعين على امتداد "طريق أوريليوس" بحثاً يتجاوز الاستعادة التاريخية لماضى هذا الطريق، ولم يكن هذا البحث مجرد إحالة جغرافية إلى فضاء مكاني، ولا استحضار نوستالجى لشريحة زمنية فى ثقافة مغايرة، بِقَدر ما كان التقاطاً واعياً لرمزيةٍ حضارية، ارتبطت بانتعاشة كُبريات العمائر القوطية لاحقاً، وصارت شبكة الوَصل بين فرائدِها ومعالِمِها، ببساطة، لقد لخّص مُعين خُلاصة مشروعِه الفني، طارحاً مقدماتِه ونواتِجِه معاً، ورابطاً أسبابَه بنتائجِه؛ من خلال هذا العنوان "طريق أوريليوس"، الذى أضفى مشروعيةً على طموحِه؛ حين حاول أن يُوَسِّع مفهوم الهُوِيّة، خارج حدود المألوف والمَحَلّي، بحثاً عن هُوية ذاتية صالحة للرهان المعاصِر." حصل محمد نجيب معينا على بكالوريوس الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية عام 2003، وتخصص فى مجال النحت الميداني، كما حصل على درجة الماجستير 2009، وعلى دبلوم فن النحت من أكاديمية الفنون الجميلة فى كرارا، إيطاليا عام 2014. استوديو كارلو نيكولى للنحت بكرارا، وفى عام 2014 وحتى 2015 قام بدراسة وتنفيذ أعماله بمركز فونسيدال للنحت فى بافاريا بألمانيا. عمل نجيب معيدا بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية ثم مدرس مساعدا ثم مدرسا منذ عام 2004، كان أول عرض له فى عام2000، وقد شارك فى العديد من المعارض والملتقيات الفنية من عام2000 وحتى2012 بمصر والخارج، كما حصل على العديد من الجوائز.