لن تكون مواجهة الغد بين22 لاعبا فحسب, بل انها ستكون ايضا بين رجلين يقف كل منهما علي خط النار ليقود ويوجه ويخطط لافساد خطط الاخر. المديران الفنيان للزمالك والاهلي يقفان اليوم وجها لوجه للمرة الثانية ليديرا القمة105 وامل كل منهما الفوز علي الاخر, لكن حسابات كل منهما مختلفة.. فحسن يتمني الفوز لكي يعيد فريقه الي المنافسة من جديد ويحقق الانجاز الكبير بانتشال الزمالك من مسلسل الهزائم المتتالية امام الاهلي, بينما البدري يتمني الفوز ليحقق اللقب الاول له كمدير فني في اول تجربة له من مقاعد الرجل الاول, وليطيح بآمال الزمالك في العودة للمنافسة من جديد علي الاقل هذا الموسم, لكن القاسم المشترك بينهما هو انهما مدربان محليان ينتميان لمدرسة واحدة ويقودان اكبر' غريمين' في مصر والوطن العربي بعد عقود من الاعتماد علي المدرب الاجنبي. لكن الصدام الفني بينهما سيحمل ولاشك ابعادا أخري للرجلين, فحسام حسن صاحب تاريخ طويل في الملاعب بدأه عام5891 مع الفريق الاول للاهلي, وهو حامل لقب عميد لاعبي العالم سابقا وقد لعب للاهلي والزمالك وحمل مع الأول العديد من البطولات والكؤوس, وهي البطولات والكؤوس التي لم تغب عنه عندما انتقل للثاني, وعلي الرغم من انه لايمتلك خبرات تدريبية, الا انه بدأ مشواره التدريبي فور اعتزاله ليترك بصمة مميزة بنجاحه اللافت مع المصري الذي تمكن من انقاذه من الهبوط في موسم2008/2007, كما قام بتدريب المصرية للاتصالات الا ان الفريق هبط لدوري المظاليم تحت قيادته, واخيرا تولي تدريب الزمالك لينجح نجاحا باهرا ليس فقط في تحسين موقف الفريق من المركز الثالث عشر, بل قاده لينافس علي قمة الدوري حتي المراحل الاخيرة, معيدا الامل لجماهير الزمالك في انتهاء الكبوة التي عاني منها الفريق طيلة السنوات الماضية, وهي المهمة التي لم ينجح فيها مدربون كبار أمثال الفرنسي هنري ميشيل. اما البدري فقد بدا مشواره مع الاهلي في عام1970 بمدرسة الكرة, وتدرج في الفرق المختلفة حتي وصل للفريق الاول الذي لعب له اول مباراة تحت قيادة هيديكوتي, وقد حقق البدري عدة بطولات مع الاهلي سواء علي الصعيد المحلي او الافريقي, لكن الاصابة التي تعرض لها في عام1984 انهت مشواره سريعا في الملاعب ليعتزل نهائيا عام1987.. وقد اتجه البدري الي التدريب ليتولي منصب المدرب العام ومن بعده تولي الادارة الفنية للفريق بعد رحيل مانويل جوزيه. لكن في لقاء الغد سيقع كل من حسام حسن وحسام البدري تحت ضغوط كبيرة.. فالاول يقع تحت ضغط اثبات ذاته كمدرب في اول تجربة له مع فريق كبير, اما الثاني فيقع تحت ضغط ضرورة حسم المواجهة مع الزمالك وحسم اللقب في ذات الوقت, وهو ان تحقق فانه سيتخلص للابد من شبح المقارنة الظالمة مع جوزيه. اما علي صعيد المواجهة الفنية بين الرجلين, فكلاهما بدا رحلته بثورة خططية ناجحة باعتماد طريقة4 42 بعد جمود طويل في الفكر الخططي, وكلاهما يبحث عن البطولة الاولي له كمدرب.. لكن من يتفوق علي الاخر؟ اذا بدأنا بالزمالك سنجد ان جماهير الكرة المصرية والزملكاوية علي حد سواء شعرت بالفارق الذي صنعه حسام حسن مع الفريق الابيض بعدما نجح في لم شمل اللاعبين في وقت قياسي ولم يفرق بين كبير وصغير, ونجح في تحفيظ كل لاعب دوره في الملعب ليتغير شكل الفريق بعدما تعاون اللاعبون فيما بينهم وانعكس ذلك سريعا علي النتائج, لكن الغريب انه مع اقتراب الفريق من المنافسة وانفراده بالمركز الثاني بدأت بعض العيوب الفنية تظهر علي الفريق ومنها ان الفريق بالكامل يعتمد علي لاعبين اثنين هما شيكابالا وحسين ياسر المحمدي, وهو ثنائي خطير لكن لاعبين اثنين لايمكن ان يفعلا كل شئ خاصة في ظل ضعف معدل التهديف لدي احمد جعفر رأس الحربة الاساسي للفريق, وبالاضافة الي ذلك فان فريق الزمالك يفتقد ميزة شن الهجمات من علي الجناحين, فأحمد غانم سلطان لاعب مميز للغاية في النواحي الدفاعية في الجبهة اليمني, لكنه يحتاج لبعض الوقت ليطور قدراته الهجومية, اما الجبهة اليسري التي يشغلها لاعب مميز هو محمد عبد الشافي الا ان خطورته تضيع بسبب المزاحمة التي يجدها من جانب حسين ياسر المحمدي الذي يميل لاختراق منطقة الجزاء من الناحية اليسري, والعيوب السابقة تحديدا هي التي تسببت في ضياع عدة نقاط في غاية الاهمية علي الزمالك دون ان يفلح حسام في علاجها!. اما الاهلي فهو يعاني فنيا أيضا, لان خطوط الفريق لم تنعم بالاستقرار طويلا, ففي الهجوم يخسر الفريق كثيرا عند غياب عماد متعب, دون ان يجد البدري الحل في فرانسيس وفضل مع استمرار تجاهل أسامة حسني, وفي الوسط مازال البدري غير قادر علي تثبيت تشكيلة هذا الخط بدوام تغيير عناصره والحال كذلك بالنسبة لحراسة المرمي.. أما اهم لاعبي الفريق فيعانون اشد المعاناة, فابو تريكة مازال يبحث عن نفسه ومستواه القديم بعد عودته من الاصابة, وبركات لم ينجح في استعادة ولو جزء من مستواه المعروف, اما الشباب الذين أسرف البدري في الدفع بهم فقد خبا بريق اغلبهم بعد التألق في البداية, حتي في الاطراف هناك معاناة لعدم وجود من يتحمل عبء الجبهة اليمني ولعدم وجود بديل لسيد معوض في اليسار.