أحد أهم أسباب إطلاق اسم «أبو الفنون» على العملية المسرحية أنه يحتوى كافة الفنون المرئية والمسموعة فى سيمفونية عذبة متناغمة يوجه من خلالها مخرج العمل المسرحى رسائله إلى الجمهور. وتعد الإضاءة المسرحية أحد أهم هذه الفنون، لأنها تقدم تفسيرات ودلالات درامية طول الوقت لأفعال الشخصيات وحالاتهم النفسية والشعورية. ويقول مصمم الإضاءة عمرو عبدالله: إن الإضاءة هى التى تحقق المناخ العام الرابط بين العناصر المكونة لأى مسرحية من ديكورات وملابس وإكسسوارات وماكياج وحتى حركة الممثلين أو الراقصين على خشبة المسرح، مؤكدا أن هناك فارقا كبيرا بين الإضاءة والإنارة، فالأخيرة تنطبق على إنارة صالة الجمهور أو عمل لحظات ضوئية غير محددة الملامح، وهو ما لا يفيد كثيرا الدراما المسرحية، بينما تعتمد الإضاءة على حالة التفاهم بين مخرج العمل ومصمم الإضاءة المتخصص القادر على معرفة تقنيات أحدث الأجهزة والكشافات بما يسهل استغلالها لخدمة رؤية المخرج . ويضيف عبدالله: أهم ما يجب توفره فى مصمم الإضاءة هو وعيه بمناهج الإخراج وأساسيات التمثيل، عناصر التصميم التشكيلى، نظريات الألوان وتأثيراتها السيكولوجية والفسيولوجية، تأثير الضوء واللون على الخامات المختلفة وأنواع أجهزة الإضاءة ووظائفها المتعددة وأماكن تركيبها على خشبة المسرح، وكذلك الفروق بين أجهزة التحكم و الوعى بقيمة وأهمية الدلالة البصرية. وأوضح أنه قد يظن البعض أن تصميم الإضاءة المتميز يتمثل فى الألعاب التى تقوم بها أجهزة الإضاءة المتحركة وسقوطها على وسيط يكثفها مثل الدخان، ولكن هذه النوعية من الأجهزة لا تستخدم إلا فى العروض الاستعراضية والحفلات الغنائية بينما تعتمد العروض المسرحية الدرامية التقليدية على الرؤى التشكيلية للصورة المرئية ودلالتها الدرامية. فالإضاءة هى بصيرة العرض المسرحى التى تجعل المخرج يبدو ككتاب مفتوح أمام جمهوره دون أن يظهر أمامهم.