حال من الخوف والذعر أثارها مقتل الشاب احمد حسين طالب الهندسة بالسويس خصوصا مع اعلان ما يعرف بجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمصر مسئوليتها عن الحادث. واسفها لمقتل الشاب في بيان علي صفحتها علي الفيس بوك الامر الذي اثار مخاوف لدي الكثيرين لانتشار ظاهرة العنف وقيام اشخاص بمعاقبة واستخدام القوة في التعامل مع أي تصرف أو سلوك من مواطن عادي لايقبلونه لمجرد انهم يرون هذا التصرف يندرج تحت مسمي المعصية التي تستوجب العقاب من وجهة نظرهم وهو الامر الغريب علي المجتمع المصري. وحادثة السويس ليست الوحيدة فمن قبلها كان حادث أبو كبير بالشرقية والذي راح ضحيته شابان يعملان في مجال الموسيقي علي يد شباب ملتحين ومن قبله كان قيام بعض اعضاء جماعة الامر بالمعروف بالذهاب لمحلات الحلاقة الرجالي وتحذيرهم من حلق لحي الرجال وايضا تعرض بعض اعضاء هذه الجماعة الي الضرب علي يد النساء بالقليوبية بعد محاولتهم الدخول لمحل كوافير سيدات وكذلك أحداث مهرجان الألوان في الجامعة وقيام بعض الاسلاميين بالاعتداء عي الطلبة الي جانب بعض الشكاوي التي تتعرض لها النساء من قبل المنتقبات اللاتي يقمن بتوقيفهن واتهامهن بالتبرج في ملابسهن كل هذا يستدعي التوقف والانتباه خصوصا مع صعود التيار الاسلامي السياسي وكذلك يستدعي الوقوف بقوة ضد أي من التيارات المتطرفة التي تحاول استخدام القوة في فرض افكارها علي المجتمع وسلب حرية الآخرين وتهديد للدولة المدنية. د.كمال حبيب القيادي السابق بتنظيم الجهاد ورئيس حزب السلامة والتنمية الذي يجمع القيادات التاريخية للتنظيم والذي حكم عليه بالسجن لمدة10 سنوات في حادث المنصة يقول: مصر لم تعرف أي تيار أو جماعة تعرف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الممكن ان يكون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كانت جزء أو فرعا من نشاط بعض الجماعات الأخري مثل الجماعة الاسلامية وكانت تمارس بعض الانشطة للامر بالمعروف والنهي عن المنكر في الصعيد مع بداية ظهورها ولكنها سرعان ما عادت عن هذا الأمر وقامت بمراجعات لأن ذلك يترك للشرطة وولي الامر ولا يحق لأحد الخروج علي السلطان والقيام بالضبط أو العقاب لأي شخص يمكنهم فقط أن يقوموا بإبلاغ السلطة أن هناك مخالفة لكن أي شخص لايجوز له ان يقوم بنفسه بالخروج علي سلطة ولي والان هناك سلطات تقوم بذلك وان الدولة وحدها هي المكلفة بمعاقبة المخطئ. اللواء خالد مطاوع الخبير الأمني يقول انه رغم تأكيد عدم وجود ما يسمي بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ان ما حدث بالسويس واقعة فردية وما أعلنه وزير الداخلية من ان الحادث ذا صفة جنائية إلا انه لايمكن الجزم بأن الجريمة جنائية وليست ذات ابعاد اخري ولعل التسرع بمثل هذا الإعلان والتصريحات يعيد الي اذهاننا كم الحوادث التي ارتكبت واتهم مرتكبيها بالخلل العقلي والتي لم يقتنع الشعب المصري بها علي مدار عقود من الزمن. ويستكمل اللواء مطاوع ان البيان الذي ظهر عن هذه الجماعة هو خير دليل علي وجودها في مصر وقيامها بدور رقابي في الشارع واضطلاعها بدور تنفيذي يتضح من خلال العدد الذي تعامل مع شاب السويس والرادع الكهربائي لصعق الشاب وعندما حاول الدفاع عن نفسه تطور الأمر الي سلاح ابيض, ويؤكد مطاوع ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هي جماعة منفصلة تماما ولا علاقة بها بالاخوان والسلفيين وان كانت احيانا تنشق عن السلفيين بعد فترات من التزامهم الديني واحساسهم بسلبية السلفيين في التعامل مع المجتمع وما به من معاصي فيتحول ا لامر أولا الي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم يتطور الأمر الي تكفير المجتمع والهجرة الي الصحراء وهو ما يعرف تحت مسمي جماعة التكفير والهجرة ثم يتطور الجهاد الي استخدام القوة ضد كل من يرتكب أي مخالفة شرعية أو معصية من وجهة نظرهم ويتطور الامر الي الجهاد ضد المجتمع الذي سبق تكفيره بالكامل بما يشمله من عمليات استحلال وسرقة لتمويل عملياتهم وعمليات استهداف لبعض رموز الفكر والامن والسياسة.