ان التطور النوعي في اداء وزارة الداخلية، بتحديد مفجر الكنيسة المرقسية بالاسكندرية بسرعة ودقة ملحوظة، ينبغي أن يجد دعما شاملا من جميع اجهزه الدولة، ومسانده كبيره من كل أفراد المجتمع أقلها الإبلاغ بالمعلومة، حتي لانعود الي الصورة النمطية القديمة، بجمع أشلاء الانتحاريين عند كل عمل ارهابي، ومطابقتها بصور صماء وسط شكوك مكتومة من الرأي العام باعتبارهم مرتكبي الحادث. إن اخطر ما كشفته اعترافات شقيق الارهابي محمود عمر مبارك أنه كان ينتمي لجماعات تكفيريه متشددة مازالت تعيش بيننا، بعدما كنا ننسب هذه الأعمال الإرهابية الكبيرة ، لتنظيمات بيت النصرة او داعش، او تقوم تلك التنظيمات بنسبتها الي نفسها عبر التواصل الاجتماعي اما الاغرب من هذا فهو مستوي معيشه التكفيري محمود، وعمله بالبترول براتب كبير وهذا يطرح سببا اخر للاغتيال والقتل بعيدا عن الفقر والجوع وهو مقاومة الدولة وتكفيرها بجيشها وشرطتها واعلامها باعتبارهم ادوات الطاغوت المستخدمة ضدهم وقتلهم هو السبيل الاوحد للشهادة هذه الافكار التكفيرية تعود بنا إلي التسعينات، وما قامت به الدولة انذاك من مراجعات بعد ان حدثت انشقاقات عن فكر الجهادية بزعامه عمر عبدالرحمن والشوقيه بقيادة شوقي الشيخ والسماويه بزعامه طه السماوي، ورغم تلك المراجعات خرج من اقتنع وبقي المتشددون بالمعتقل باختصار.. المواجهة الآن، ليست بالشرطة وحدها، ولكن يجب ان يكون بجوارها الثقافة والإعلام بكل صوره وأشكاله ومشيخة الازهر بفكرها الوسطي المستنير لتصحيح الفكر التكفيري الذي استقر في اذهان الكثيرين من المحيطين بنا، لكشفه وحصاره قبل ان يتحول الي قنابل موقوتة تفتك بنا، وإلا سنصبح كلنا إرهابيين.. وكلنا ضحايا. [email protected] لمزيد من مقالات عبدالعظيم الباسل