بالصواريخ التى أطلقتها الولاياتالمتحدة على قاعدة الشعيرات العسكرية السورية بعد ساعات فقط من ترديد مزاعم لم يثبت بعد صحتها عن استخدام نظام بشار الأسد أسلحة كيماوية، تكون سوريا قد دخلت مرحلة جديدة من الصراع وأصبح مصير الأسد نفسه على المحك كما يقول الشاميون ودخلت فى دائرة سيناريو عراق صدام حسين و«مسرحية» أسلحة الدمار الشامل التى كان بطلها المدعو كولين باول وزير الخارجية الأمريكية آنذاك الذى عرض «فيلما» سينمائيا وهميا عن الشاحنات المتنقلة التى يخبئ فيها صدام أسلحة الدمار الشامل والتى اتضح فيما بعد أنها أكذوبة كبرى راحت ضحيتها الدولة العراقية وليس نظام صدام! وبقصة اتهام نظام الأسد الدموى بارتكاب مذبحة إطلاق غازات كيماوية على سكان وأطفال «خان شيخون» وقتلهم، تكون «عاصفة» الإطاحة بالأسد قد بدأت.. ولن تستطيع روسيا حمايته أو إنقاذه.. كما انها لن تدخل فى حرب ضد أمريكا وتركيا ودول الخليج «كرما لعيون الأسد» فمصالح روسيا الإستراتيجية فى المنطقة وفى العالم ومع أمريكا أهم بكثير من الحفاظ على نظام الأسد أو حمايته حتى «آخر جندى روسى». وبصرف النظر عما إذا كان نظام بشار الأسد مسئولا بالفعل عن مذبحة شيخون الكيماوية أم لا فإن الولاياتالمتحدة والقوى الإقليمية التى لن يرتاح لها بال إلا وقد إنهارت سوريا وانتهى نظام الأسد، سوف تضيق الخناق أكثر على دمشق حتى تنتهى الدولة السورية بشكلها الذى عرفناه وتتحول إلى مناطق نفوذ تركية وإيرانية وأمريكية وروسية، ويصبح الشعب السورى لاجئا فى أوروبا والدول العربية الأخرى وتنضم سوريا إلى قائمة الدول العربية التى تم تقسيمها وتفتيتها انتظارا لضم دول أخرى إلى القائمة! لمزيد من مقالات منصور أبوالعزم