من يتجول في شوارع واحياء وميادين القاهرة, يشعر بعدم الرضا والاشمئزاز بسبب انتشار روائح كريهة غير مستحبة, فقد تحولت جدران المباني وأسفل الكباري إلي ما يشبه مراحيض عمومية يستخدمها البعض في قضاء حاجته علي مرأي ومسمع من الناس دونما خجل, وبغض النظر عما تشكله هذه التصرفات غير المنضبطة من أضرار, تهدد صحة المواطنين وتنشر الأوبئة والأمراض وتصبح مرتعا خصبا للتلوث والمياه العفنة الراكدة التي تزكم الانوف وتؤذي مشاعر الناس فضلا عن انها تتنافي مع الذوق والاخلاق والمظهر العام. قد نلتمس العذر لكبار السن وأصحاب المرض مثل مرض السكر والسلس البولي.. أما الاصحاء فلا عذر لهم سوي انهم استمرأوا هذا الفعل المشين ومن كثرة التعود صارت جزءا من حياتهم برغم ان هناك قانون للبيئة يجرم هذا الفعل لما يمثله من فعل خادش للحياء, ومن اضرارها ايضا انها تهدد حركة السياحة خاصة أن هناك أعداد كبيرة من السياح والأجانب يزورون القاهرة ويحرصون علي التجول في الشوارع والميادين مما يجعلهم يتأذون ويأخذون انطباعا سيئا عن بلادنا حيث انهم لم يعهدوا مثل هذه الظواهر السيئة. الأمر الذي يتعين علينا مواجهتها من خلال تفعيل دور الاجهزة المحلية وهيئة النظافة للقيام بحملات تستهدف تطهير هذه البؤر الملوثة برش المبيدات وعمل دهانات وطلاء لجدران المباني وأعمدة الكباري. كذلك معالجة نقص دورات المياه فهناك احياء كثيرة بالقاهرة تشهد ازدحاما بشريا كثيفا وتعج بالحركة والنشاط علي مدار اليوم ومع ذلك لاتتوافر فيها دورات مياه وإن وجدت فهي قديمة وغير صالحة للاستخدام تحتاج لاعمال الصيانة علي ان تظل مفتوحة لاكبر وقت ممكن مع جعلها مجانية ويتم الانفاق عليها من رسوم النظافة والزام الشركات والمؤسسات الخاصة بعمل دورات مياه صغيرة خارج اسوارها وذلك للحفاظ علي مبانيها من التلوث والتشويه.