وبعدين

إعلاميون ضد الإرهاب

فى أعقاب كل أزمة كبرى كانت مصر قادرة دائما على إعادة بناء مؤسساتها واجتياز العوائق التى تهدد وجودها، حدث ذلك كثيرا على مدى آلاف السنوات وأقربها ما كان من إعادة بناء جيشها ومؤسساتها الأمنية والتعليمية والثقافية والإعلامية بعد هزيمة يونيو 67.
فيما يتعلق بالإعلام جاء إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى عن إنشاء المجلس الأعلى لمواجهة الإرهاب ليضع نهاية لمرحلة من التخبط الإعلامى الذى وفر المناخ أمام رسائل إعلامية مزيفة وكاذبة وتحريضية داعمة للإرهاب وشق الصف بحسن نية أو بضعف مهنية .
فى صيف 2015 كنت أحد المشاركين فى المؤتمر التأسيسى لمنظمة «إعلاميون ضد الإرهاب» ضمن 130 إعلاميا عربيا وأجنبيا وكان أحد أهم أهدافه البحث عن إستراتيجية موحدة لمكافحة الإرهاب سواء داخل سوريا أو فى دول أخرى مستهدفة بالإرهاب. وقد يكون فى توصيات المؤتمر ما يفيدنا الآن فى مصر حيث تبنى المشاركون فيه ضرورة تحليل المفاهيم المرتبطة بالفكر الإرهابى وادارة أزمة المصطلحات التى باستخدامها يتم تمرير رسائل التشكيك والتحريض والتصدى للحرب النفسية التى تستخدم فيها الشائعات والأكاذيب.
من أهم ما ورد فى التوصيات ويتناسب مع وضعنا الحالى فى مصر هو الدعوة إلى تنسيق الجهود بين جميع المؤسسات الاعلامية الوطنية وإنشاء آلية تنسيق وتواصل بعدة لغات لمواجهة تضليل الإعلام المعادى ووقف بث أى مواد تصدر عن المنظمات الإرهابية. وقد يلاحظ المتابعون للإعلام السورى مدى التطور الذى حققه فى مواجهة الفكر الإرهابى والتصدى لإعلام الجماعات المسلحة سواء بالكلمة المكتوبة أو المصورة منذ العمل بتوصيات هذا المؤتمر.
sengabahram@yahoo.com
لمزيد من مقالات إبراهيم سنجاب