اشتعلت أسعار الأسماك فى الآونة الأخيرة بشكل غير مبرر ، خاصة فى بعض المحافظات الساحلية التى من المفترض أنها تنتج الأسماك بكثرة وتصدرها لباقى المحافظات، وفى محاولة لمواجهة الأزمة وقعت هيئة قناة السويس بروتوكول تعاون لتوريد إنتاج مشروع «الاستزراع السمكى» الى وزارة التموين وطرحه فى الأسواق ، للحد من أسعار الأسماك والتخفيف على المواطنين . ففى محافظة البحر الأحمر التى تمتد شواطئها لمسافة 1080 كيلو مترا، ارتفعت أسعار سمك «الحريد» وجبة «الغلابة» من 30 إلى 50 جنيها . يقول محمد عبده حمدان : نحن لا نصدق ما يحدث فى أسعار الأسماك هذه الأيام، فقد جنت كما جنت بقية الأسعار، حتى نوعية أسماك الجراد الصغيرة، كان سعر الكيلو من 5 إلى 10 جنيهات ارتفع إلى 25 جنيها. ويرى أحد تجار الأسماك أن أهم الأسباب التى أدت إلى ارتفاع أسعار الأسماك بمختلف أنواعها هى المزايدة التى تجرى فى «حلقة الأسماك» بمنطقة السقالة، وعملية التصدير التى طالت معظم أنواع الأسماك، بعدما كان الأمر مقصوراً على تصدير أنواع غالية الثمن مثل الناجل، والدراك، والفرهود، وحريد، وريك والفنوص، والكشر، وأنه رغم وجود قرار المحافظ بمنع التصدير حتى نهاية شهر مارس لكن التصدير يتم فى الخفاء. أما غريب صالح رئيس جمعية الصيادين بالغردقة وعضو الاتحاد التعاونى للثروة المائية، فيطالب بفتح الترخيص لمراكب صيد جديدة وسرعة تجديد الرخص المنتهية، وإلغاء القيود المتعلقة بمنع صيادين الغردقة من الصيد ببقية المدن كرأس غارب ومناطق الجنوب ، وتدخل الحكومة لتوقيع اتفاقيات مع الدول التى تطل على شواطئ البحر الأحمر مثل السودان والصومال والسعودية وموريتانيا وإريتريا بما يسمح للصيادين المصريين بالصيد فى مياه تلك الدول مع أعطاء هذه الدول حصتها كما تنص الاتفاقيات. وفى محافظة الدقهلية دشن شباب ونشطاء من مراكز مختلفة حملة شعبية لمقاطعة شراء الأسماك بعد الارتفاع الجنونى فى أسعارها على مدى الأيام الماضية حيث يتراوح سعر كيلو السمك البلطى فى أسواق المنصورة وميت غمر وبلقاس من 30 إلى 35 جنيها، والبورى من 40 إلى 55 جنيها، كما بلغ سعر كيلو السمك الثعابين 120 جنيها، والسمك المكرونة المجمد من 20 إلى 26 جنيها، والجمبرى الأحمر 70جنيها، بينما سجل سعر كيلو القراميط 20 جنيها، والسمك المجمد الروسى 35 جنيها، والسمك البلطى البحرى 50 جنيها. ويقول محمد السيد صياد من المطرية إن أصحاب مزارع الأسماك هم السبب الرئيسى فى مشكلة ارتفاع الأسعار حيث يتحكمون فى سوق الأسماك بعد تراجع حالة البحيرات الشمالية وعلى رأسها بحيرة المنزلة بسبب الإهمال المتواصل لها منذ عقود، مشيرا إلى أن أسعار الأسماك البحرية ما زالت كما هى فى المطرية والمنزلة على عكس باقى مدن وقرى الدقهلية. من جانبه أرجع عبد الحميد مصطفى رئيس شعبة الأسماك بالغرفة التجارية بالدقهلية ارتفاع أسعار الأسماك إلى زيادة تكاليف تربيتها. بالإضافة إلى ارتفاع أسعار أغذية السمك المستوردة من الخارج، وارتفاع أجور العمال وزيادة أسعار النقل. وأضاف أن سعر صندوق السمك البلطى كانت تتراوح بين 200 الى 250 جنيها، ارتفعت إلى 500 و600 جنيه ، مطالبا بضرورة تطهير بحيرة المنزلة والسماح لصغار الصيادين بالعمل. وفى محافظة السويس، حذر اللواء احمد محمد حامد محافظ السويس، صائدى الذريعة والصيد الجائر وإحالتهم للنيابة العامة ، مشددا على الجهات المعنية بإيقاف أى تراخيص، والموافقة لعدد13جهة فقط المرخص لها رسميا. وكلف المحافظ الثروة السمكية والمتابعة الميدانية بعمل دراسة لكيفية الاستفادة من مرسى السلخانة بمنطقة الملاحة وتقديم مقترح لقانون الذريعة السمكية وكيفية الارتقاء بالثروة السمكية داخل محافظة السويس . وفى الإسماعيلية، ناقش اللواء مجدى عبد السميع مساعد رئيس هيئة قناة السويس للمشروعات الكبري والمشرف العام على مشروع الاستزراع السمكى، مع المسئولين بوزارة التموين توقيع بروتوكول تعاون لتوريد أسماك المزارع البحرية مثل الدينيس واللوت والحنشان الى وزارة التموين وطرح إنتاج المشروع فى الأسواق ، للحد من أسعار الأسماك والتخفيف على المواطنين. وقال اللواء مجدى عبد السميع فى تصريحات خاصة ل «الأهرام»، إن زيادة أسعار الأعلاف بنسبة تزيد على 120 بالمائة، بعد قرار تعويم الجنيه، السبب الرئيسى فى ارتفاع أسعار الأسماك ، حيث ارتفع سعر الطن إلى 8 آلاف جنيه خلال العام الحالى، بعد أن كان سعر الطن يتراوح من 3 الى 4 آلاف جنيه خلال العام الماضى ، موضحا ان هناك مبالغة فى أسعار بيع سمك «البلطى»، حيث إن تاجر الجملة يحصل على كيلو السمك بأسعار تتراوح مابين 16 الى 20 جنيها، فى حين يتم بيعه للمستهلك بأسعار تتراوح ما بين 30 الى 40 جنيها، كما أن ارتفاع أسعار سمك البورى يرجع الى سبب فترة «تمليح» الأسماك. وأضاف المشرف العام على مشروع الاستزراع السمكى انه تم طرح إنشاء مصنع الأعلاف الخاص بالمشروع أمام الشركات العالمية الرائدة فى هذا المجال، وان يوم 26 من شهر إبريل الجارى هو آخر موعد لتلقى العروض ، كما يجرى دراسة إقامة مصانع التعبئة والتغليف وإنتاج الكرتون والعبوات والفوم، وانه من المستهدف إنتاج 50 ألف طن من العلف مع بدء تشغيل المرحلة الأولى من مصنع الأعلاف بنهاية العام الحالى .