أكتب عن تفجير الكنائس والتعدى على المسيحيين وأقول للتفجيريين والمغرر بهم والمأجورين عليكم قراءة القرآن الكريم وفهمه ومراجعة الأحاديث النبوية وأقوال الرسول وأفعال الصحابة والاقتداء بهم، وفى القرآن الكريم نادى المولى عز وجل بالتراحم فقال: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، وبالعلاقات الطيبة فى قوله: «اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتو الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم»، وبحرية العقيدة والاعتقاد لقوله تعالى: «فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ»، وقوله «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ»، وحسن المعاملة فى قوله «وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ»، وبعدم الإكراه فى قوله: «لَا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ»، وبقوله: «أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ»، وينهى عن قتال أهل الكتاب بقوله: «لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» (الممتحنة 8)، وأكد المحبة بقوله: « لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ» (المائدة 82)، وأوضح المولى طبيعة العلاقة بين المسلم وغير المسلم فى إطار المواطنة بقوله: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ» (هود 118)، ثم وجه المولى خطابه للمتشددين بقوله: « لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَاءُ»، ولنا فى الرسول الأسوة الحسنة، حيث نهى عن إيذاء المسيحى بقوله: (استوصوا بأقباط مصر خيرا)، ونهى عن إيذائهم بقوله: (من أذى ذميا فأنا خصمه يوم القيامة)، وطالب المسلمين عند الهجرة بأن تكون للحبشة لأن فيها حاكما عادلا لا يظلم، وعين فى الهجرة للمدينة عبدالله بن أريقط دليلا للرحلة وكان مسيحيا قبل أن يسلم، كما أوصى بالمسيحيين فى قوله: (ستجدون أقواما ترهبوا فى صوامعهم فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له)، هكذا انتشر الإسلام بالمحبة والرعاية وفهم صحيح الدين. هذه رسالة إلى المتشددين وأعوانهم احذروا يوم القيامة حين تسألون وتحاسبون، وأختم كلمتى بقوله تعالى: «وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ» (آل عمران 104، 105)، «تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا». محسن على ابراهيم لواء شرطة بالمعاش