نعم من المفروض أننا قد اعتدنا فعلا علي مثل هذه الحوادث الإرهابية الأليمة ولكن تظل كل فاجعة جديدة وكأنها مفاجأة بالنسبة لنا , وهذا ما شعرنا به جميعا فور اللحظة التي استيقظنا فيها من نومنا علي الخبر المؤلم بتفجيري طنطا والإسكندرية . ولن أزيد وأعيد علي ما شاهدناه بأعيننا طوال هذا اليوم المشئوم من حجم مشاهد الجثث المترامية والدم المتناثر هنا وهناك بشكل لم نراه من قبل ونتمنى من الله عز وجل آلا نراه فيما بعد . وهذا يتوقف فقط علي ما سنفعله في المستقبل وعسي أن يكون ذلك في القريب العاجل وليس البعيد , لأننا لم نعد لدينا القدرة علي تحمل المزيد . وبالتالي لو كانت هناك نية حقيقية من قبل الجهات المسئولة في الدولة فلابد من التحرك السريع , لأن الإرهاب ومن يحركوه أكثر منا سرعة ومن أجراءتنا وقوانيننا وخططنا , التي ربما يكون عفي عليها الزمن أمام التطور النوعي الذي أصبحت عليه مثل هذه الحوادث الإرهابية ! صحيح أنه قد تم اتخاذ بعض الخطوات والإجراءات والقرارات ومن بينها إعلان حالة الطوارئ لمدة 3 شهور , والتي نري أنها قد تأخرت كثيرا لكن المهم أنها جاءت أخيرا , وهنا وحتى لا يختلط الأمر علي أحد فأن هذا القانون ليس له علاقة إطلاقا بحظر التجوال . ولا بما تردده النخبة ولا أصحاب " دكاكين حكوك " الإنسان , الذين تركوا كل ما حدث وأمسكوا فقط في الهجوم علي القانون وعلي أضراره من وجهة نظرهم وكأنهم هم من سيتضرر منه وليس الإرهابيين ! وبعيدا عن هؤلاء وأرائهم التي لا تخدم إلا مصالحهم , فأنني ومع احترامنا لأي إجراءات أو قوانين جديدة فأنها تظل جميعها حلول أمنية لا تخرج عن كونها مجرد مسكنات وقتية تخفف من الألم ولكنها لا تقضي علي المرض ولا تستأصله من جذوره ! لذلك فأن أهم ما لفت نظري سواء في التغطية الإعلامية لحادث تفجيري الكنيستين , أو ما تم تناوله في مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى في الدردشة العادية بين الناس وبعضهم , هو هذا الكم من الآراء والمقترحات ووجهات النظر التي قد تتفق أحيانا علي أشياء بعينها أو تختلف وتتباين أحيانا أخري . لكن المحصلة النهائية أثبتت مدي الوعي والحس السياسي والثقافي والديني والأمني وكل تلك المتغيرات التي طرأت علي الشعب المصري بحكم ما تعرض له من أزمات علي كل المستويات طوال السنوات السابقة . ولو أننا أخذنا كل تلك المقترحات كعينة عشوائية وجمعناها سنجد أنها استفتاء شعبي علي عدة مطالب لو نفذناها ستكون بمثابة روشتة علاج لحلول كل مشاكلنا وعلي رأسها القضاء علي الإرهاب . بشرط أن يتحمل كل منا جزءا من المسئولية بداية من الأسرة , التي يجب أن تعيد تربية أولادنا علي نزع فتيل الكراهية والفتنة الموجودة والمتوغلة بيننا , بسبب ما أحدثته الفتاوى التحريضية من بعض شيوخ السلفيين المتشددين . كما يجب علي التعليم وبالذات الأزهري أن ينقي كل المناهج التي من شأنها إحداث اضطهاد أو تحريض علي أخواننا المسيحيين , ويجب إلا ننسي ضرورة العمل علي تطبيق العدالة الناجزة وسرعة إجراءات التقاضي والأهم أن يطبق هذا العدل علي الناس نفسها بأن يحصلوا علي كل حقوقهم في الحياة , من سكن وتعليم حقيقي وصحة وتوفير كل احتياجاتهم من الطعام , وهذا الأخير تحديدا وبسبب هذا الغلاء الفاحش الذي ينخر في عظام القادرين قبل المحتاجين يجب أن نضع تحته عدة خطوط حمراء كانت أم سوداء أو كل ما تبقي من ألوان الطيف الأخرى ! عموما ومهما ذكرناه من حلول ومهما كانت عظمتها فلن تجدي أي منها في حربنا ضد الإرهاب , طالما ظل بيننا مثلث الرعب من مرض وجهل وفقر , فهم وحدهم كفيلين أن يخرجوا لنا يوميا ألاف الدفعات من الإرهابيين ! [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى;