وسط حالة من الصدمة والذعر، تسابق الشرطة السويدية الزمن لكشف غموض أول هجوم إرهابي في تاريخها. فقد نقلت وسائل الإعلام السويدية عن مصادر في الشرطة المحلية، رفضت الكشف عن هويتها، إشارتها إلى العثور على عبوة ناسفة محلية الصنع في الشاحنة المسروقة، التي تم استخدامها في الهجوم الدموي الذي وقع أمس الأول وسط إستوكهولم. وأوضحت أن العبوة الناسفة كانت في كيس، لكنها لم تنفجر. وتأتي هذه الأنباء بعد ساعات من إعلان متحدث باسم الشرطة المحلية اعتقال شخص في منطقة مارستا شمال العاصمة السويدية، يشتبه في أنه سائق الشاحنة المستخدمة في الهجوم الإرهابي، الذي أسفر عن مصرع 4 أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 15 آخرين. وأشار تقرير لصحيفة «أفتونبلاديت» السويدية إلى أن رجلا «مصابا بجروح طفيفة» تم اعتقاله في مدينة مارستا واعترف بمسئوليته عن الهجوم. وقالت الشرطة إن الرجل تصرف بشكل مريب قبل اعتقاله، وبدا أن هويته تتطابق مع هوية منفذ الهجوم، الذي تم عرض صورته في وسائل الإعلام وهو ما دفع الشرطة إلى مطالبته بتسليم نفسه. وأشار تقرير آخر للإذاعة السويدية إلى أن سائق الشاحنة المخطوفة من أوزبكستان. وأكدت كارين روزاندر المتحدثة باسم الادعاء العام السويدي أن المعتقل يشتبه في ارتكابه جرائم إرهابية من بينها القتل، إلا أنها رفضت الإدلاء بأي تفاصيل عن المشتبه به، مشيرة إلى أنها ليس لديها معلومات عن رجل آخر ألمحت وسائل الإعلام إلى أنه تم اعتقاله في وقت لاحق عقب هجوم مارستا بشمال غرب إستوكهولم. ومن ناحيته، أعلن ستيفان لوفين رئيس الوزراء السويدي الحداد على أرواح ضحايا الهجوم، وتنكيس الأعلام في المباني الحكومية بالعاصمة، في حين قطع ملك السويد كارل جوستاف السادس عشر والملكة سيلفيا رحلتهما الحالية فى البرازيل. وتمتلك شركة للمشروبات الشاحنة التي تعرضت للاختطاف بينما كان السائق يقوم بتفريغ البضائع. ويعد هذا هو رابع هجوم من نوعه في أوروبا خلال الأشهر ال 12 الماضية، تم باستخدام سيارة لمهاجمة حشد من المدنيين، بعد هجمات مميتة في كل من لندن وبرلين ونيس. وتوالت الإدانات الدولية للهجوم، حيث قدمت كل من روسيا والولايات المتحدة والأردن تعازيها للسويد مؤكدة تضامنها معها، بينما وصف الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الحادث بأنه جريمة إرهابية شنيعة تتنافى مع القيم الأخلاقية والإنسانية».