في موسم 2004/2005 كانت النتائج الأسوأ لفريق نادي الزمالك في مسابقة الدوري علي الإطلاق، بعد أن تجرع مرارة الخسارة ثماني مرات، حتي إن الفريق فشل في تحقيق الفوز في أي مباراة علي مدار لقاءات الدور الثاني بأكمله باستثناء مواجهة الإسماعيلي، واحتل الفريق وقتها المركز السادس، وربما كان هذا هو أسوأ مواسم القلعة البيضاء في السنوات الأخيرة. أما في بطولة دوري الأبطال الأفريقي نسخة 2012، قدم الفريق نموذجا للفشل بعد أن خسر أربع مرات علي التوالي، وهي البطولة التي تحمل الرقم القياسي في خسائر الفريق منذ نشأته في 5 يناير 1911، فخسر الفريق وقتها أمام تشيلسي الغاني، ثم أمام الأهلي قبل ان يخسر مرتين متتاليتين أمام مازيمبي الكونغولي. ورغم أن الزمالك لديه تاريخ طويل تخلله بعض النجاحات المحلية، إلا أن تاريخه مع الفشل كبير أيضاً فالفريق العريق فاز فقط بلقب الدوري 12 مرة من أصل 57 بطولة منذ انطلاقها في العام 1948 وحل وصيفاً 32 مرة!! وربما هذا يفسر سبب انتشار مقولة «سنظل أوفياء» لجماهيره العظيمة التي تصبر علي خطايا فريقها بلاعبيه الذي قد لا يشعرون بحجم المرارة التي تتجرعها الجماهير مع كل خسارة أو ضياع نقطة تبعد الفريق عن حلم الفوز بلقب الدوري، ومع كل انكسارات الفريق وهزائمه وخطاياه تظل جماهيره وفية للكيان ولاسم الزمالك الذي يعتبر للملايين هو الحب الحقيقي، ومع ذلك فهناك لاعبون وأجهزة فنية وحتي إدارات لا تعي هذا الأمر ويغفلونه ولا يشعرون بمعاناة الجماهير. ومناسبة هذا الكلام هو الخسارة التي تلقاها الفريق أمام الشرقية «متذيل جدول الترتيب» بهدف في لقاء مؤجل من الجولة ال21 للمسابقة ليحتل الزمالك معها المركز الرابع وتنتهي مغامرته رسمياً بملاحقة أهل القمة للمنافسة علي اللقب، وخسارة الفريق من الشرقية هي الثالثة علي التوالي بعد أن خسر أمام مصر للمقاصة ثم سموحة، ومن يقبل بالخسارة في ثلاث مباريات متتالية، لن يقبل منه أي اعذار أو حديث عن أخطاء تحكيمية وما شابه كما اعتاد مسئولو الزمالك تخدير جماهيرهم بتلك الأوهام والحجج. والتاريخ لا يغفل ولا ينسي، فالزمالك حقق هذه الانتكاسة من قبل خمس مرات، عندما خسر ثلاث مباريات متتالية في مسابقة الدوري، حتي إن أول مشاركة له في البطولة موسم 1948-1949، شهدت 3 خسائر متتالية أمام الترسانة 1-3، ثم المصري 1-2، ثم الإسماعيلي 1-2. والمرة الثانية كانت في موسم 1986-1987 خسر أمام المقاولون العرب 0-1، ثم من الأهلي 1-2 وكانت الخسارة الثالثة في بداية الموسم التالي 1987-1988 أمام الاتحاد السكندري بهدف حسن عباس. أما المرتان الثالثة والرابعة فكانت في التاريخ الكروي الحديث في موسم واحد 2008-2009حيث خسر امام الإسماعيلي 0-1،ثم من حرس الحدود 0-1، وأمام بترول اسيوط 0-2، ثم قطع فترة الخسائر بسلسلة تعادلات وقليل من الانتصارات، قبل أن يكرر الخسائر الثلاثية في نفس الموسم أمام الأهلي 0-1، ثم غزل المحلة 0-1، والاتحاد السكندري 0-1. والمرة الخامسة كانت في موسم 2009-2010، عندما خسر أمام غزل المحلة 0-1، ثم أمام إتحاد الشرطة 0-2، وأخيراً أمام حرس الحدود 1-2، قبل أن يشهد الموسم الحالي الحالة السادسة للفريق مع الخسائر الثلاثية المتتالية، والرقم قابل للزيادة خاصة أن الفريق مقبل علي مباريات صعبة أمام المصري والجيش والمقاصة. وللحق فإن فريق الزمالك يستحق أن يكون «لغز» الكرة المصرية، فهو أحد الفرق القليلة جداً في المسابقة التي يملك كل مقومات النجاح من جماهير وتمويل ولاعبين علي مستوي عال، ومع ذلك يلاحقه الفشل والانكسارات من موسم لآخر ولا يتخللها سوي نجاح في مسابقة الكأس، ولا أحد يستطيع أن يحل هذا اللغز الغامض، خاصة أن من الصعب تحميل إدارة واحدة نتيجة فشل سنوات فعلي مدار تاريخه تولي المسئولية عشرات مجالس الأندية، وتم تغيير أجهزة فنية بعدد جماهير النادي، ونفس الأمر بالنسبة للاعبين، فأين الخلل وما هو العلاج، هل فعلا الفريق يمر بأزمة انعدام للثقة أم أن هذه هي قدرات النادي الحقيقية وغير قادر علي المنافسة إلا في المواسم التي يكون فيها الأهلي دون المستوي رغم أن هذا لا يحدث إلا كل عشر سنوات مرة. أي تحليل أو كلام عن حال الزمالك يجب أن يبدأ من عند إدارة النادي القادرة علي منح اللاعبين بعض الثقة وللجهاز الفني الدعم، بدل سياسة التخوين والترهيب، فلا يصح ان يتهم رئيس النادي مدرب الفريق بتعمد الخسارة من سموحة، أو أن يهدد لاعبيه، فهذا الأمر يصدر لهم التوتر والقلق ويبعدهم عن التركيز في البطولات وحصد الانتصارات. ولابد وأن نعترف جميعاً بأن كم الامكانيات الهائلة للفريق سواء اللاعبين أو الموارد المالية والجماهيرية الغفيرة والأجهزة الفنية العالمية، ينقصها فقط الإدارة الناجحة الواعية التي تستطيع أن تقدم منتجا رائعا للجماهير، وأي خلل في منظومة الإدارة فلا قيمة لهذا الكم من الامكانات.