لا بديل عن أن تكون لدينا جامعة فى كل محافظة حتى نتمكن من تحقيق نهضة تعليمية.. تلك هى الرسالة الواضحة التى شدد عليها د.أشرف حاتم الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات فى هذا الحوار الذى أدلى به ل «الأهرام»، عقب صدور قرار المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، بالتجديد له فى منصبه حتى عام 2019. د. أشرف حاتم هو أستاذ الأمراض الصدرية بكلية طب قصر العيني. وسبق أن تقلد العديد من المناصب القيادية، حيث شغل منصب نائب مدير مستشفى قصر العينى الفرنساوى ثم مدير مركز التعليم الطبى المستمر بكلية طب قصر العيني كما شغل منصب مدير عام مستشفيات جامعة القاهرة.. وفى هذا الحوار الذى جرى بمكتبه فى المجلس الأعلى للجامعات، شرح كل التفاصيل والمشاكل والتحديات المرتبطة بالعمل الجامعى فى مصر ورؤيته لمواجهتها والتغلب عليها. فى البداية.. ماهى رؤيتكم في المجلس الأعلى للجامعات؟ الرؤية تتمثل فى تعليم جامعى يدفع التنمية البشرية للإسهام الفعال فى تطوير وتنفيذ خطط التنمية الاقتصادية.. والعمل على استقلال الجامعات وإعداد خريج متميز قادر على المنافسة فى سوق العمل وحاجات المجتمع والإنتاج .. وتطوير وتحديث أداء الجامعات من خلال تطبيق أساليب تقييم الأداء وضمان الجودة وتحقيق مجتمع المعرفة وتشجيع الابتكار والإبداع فى إطار المنافسة العلمية القائمة على التميز. ما هى الأفكار التى تسعون إلى تطبيقها؟ التعليم هو السبيل للارتقاء بقدرات العنصر البشرى الذى يشكل بدوره عصب التنمية ورقى الأمم وهو العمل الذى يجرى فى سياق متكامل لا يفصل حاضره عن ماضيه ومستقبله ويقوم عليه أساتذة وعلماء للنهوض بمنظومة التعليم العالى وتنهض وزارة التعليم العالى منذ إنشائها وبحكم اختصاصاتها بمسئوليات التخطيط لسياسات التعليم العالى وهو الدور الذى يسهم فيه المجلس الأعلى للجامعات بنصيب وافر ويجعل منه عبر عقود عديدة واحدا من أهم مراكز التخطيط الاستراتيجى للتعليم الجامعى والعالى وقد تبلورت أنشطة ومهام المجلس الأعلى للجامعات بهدف تفعيل الخطط والمشروعات القومية الرامية الى الارتقاء بمنظومة التعليم العالى بمقوماتها الأساسية وهى المؤسسات التعليمية وعضو هيئة التدريس والطالب والمناهج وأساليب التدريس والعمل على النهوض بها الي المستويات العالمية بما يتيح ايجاد جيل من الخريجين المنافسين وفقا لمتطلبات سوق العمل محليا والقابلين للانتقال دوليا فى ظل الأخذ بتطبيقات أنظمة الجودة العالمية لتطوير الجامعات المصرية للوصول الى الاستقلالية مع تأكيد جودة التعليم العالى . كم عدد الجامعات المصرية؟ وصل عدد جامعاتنا الى 24 جامعة العام الماضى ومنها أقدم جامعة وهى جامعة القاهرة وعمرها 109 أعوام....حيث أسست عام 1908 وعندنا بعض الفروع مثل فرع جامعة الإسكندرية بمرسى مطروح وجامعة أسيوط فرع الوادى الجديد وفرع جامعة جنوب الوادى بالغردقة وفرع جامعة السويس فى الطور بالاضافة الى جامعة الملك سلمان .. ولدينا 24 جامعة خاصة ولها قانون يحكمها وعدد الطلاب فى الجامعات الحكومية 2.3 مليون طالب و180 ألف طالب فى الجامعات الخاصة أما جامعة الأزهر لها قانون خاص وبها 5 فروع ويوجد فيها 400 ألف طالب . هل هذا العدد كاف أم أننا بحاجة للمزيد من الجامعات؟ نحتاج فى كل محافظة جامعة حكومية وأن نزيد من عدد الجامعات الأهلية وفقا للخطة الاستراتيجية 2030 ...... ومن ضمن الأمور المهمة ضرورة تفعيل هيئة الاعتماد والخبرة وأن تشمل الكليات والبرامج سواء الحكومية أو الأهلية لتعطيها تقييما كل 5 سنوات حتى يكون هناك اعتماد دولى لهذه الكليات والبرامج ولدينا بعض الجامعات العدد فيها كبير ويوجد جامعات لدينا فى مصر بها 250 ألف طالب .. وأغلب جامعات العالم بها من 300-400 ألف طالب.. كما نحتاج الى تحويل جامعاتنا الى جامعات تخصصية مثل العلوم التكنولوجية والعلوم الإنسانية فما يقدم للطالب من خدمات تعليمية وخدمية سيتحسن وقتها. ألا ترى اننا بحاجة لكليات على غرار كلية التعليم الصناعي؟ لدينا المعاهد الفنية والمعاهد التكنولوجية وتم تشكيل لجنة لقطاع التعليم الفنى والتكنولوجى وكانت مسئوليتها تطوير التعليم الفنى سواء المعاهد التى يتم فيها الدراسة لمدة عامين أو البكالوريس التكنولوجى 4 سنوات بعد الثانوية العامظة وتطوير التعليم فى المجتمعات التكنولوجية وهذه اللجنة مسئوليتها تطوير التعليم التكنولوجى الفنى وتمنح درجة الدبلوم الفنى والبكالوريس التكنولوجي...وتوجد معاهد خاصة وحكومية كثيرة ويجب أن تكون مرتبطة بالصناعة وأن يكون لدينا معامل ومهارات مطلوبة وأن يكون لدينا مهارات للالتحاق بسوق العمل ولدينا معاهد منذ الستنيات ولم يحدث بها أي تطوير. وماذا عن مشروع كول الألمانى لماذا لم يتم تعميمه من أجل تطوير قدرات الشباب؟ كان مشروعا تنفذه وزارة التعليم الفنى وكانت تجربة ناجحة جدا وعندما دخلت ألمانيا الاتحاد الأوروبى لم يتم الاهتمام به وترك الأمر حاليا لوزارة الصناعة .. اليوم تم إنشاء وزارة التعليم الفني ثم تم الغاؤها وهناك قطاع تكنولوجى مهنى يرأسه حاليا أحمد الجيوشى نائب وزير التعليم للتعليم الفني . أين تقع الجامعات المصرية بين التصنيف العالمى للجامعات ؟ توجد عدة تصنيفات فهناك تصنيف شنغهاى الذى يعتمد على جوائز نوبل فى النشر الدولى بجامعة القاهرة ولدينا جامعات القاهرة والاسكندرية وعين شمس من أفضل 500 جامعة فى هذا التصنيف بينما المنصورة من أول ألفى جامعة وهناك تصنيف ويبى ماتريكس ولدينا 7 جامعات من أول 200 جامعة على مستوى العالم منها القاهرة والاسكندرية وعين شمس والمنصورةوأسيوط بينما تصنيف تايمز هايير ايدوكوشان لدينا 9 جامعات من أول 200 جامعة منها القاهرة والاسكندرية وأسيوط وعين شمس والمنصورة والجامعة الأمريكية ..فنحن لدينا 24 جامعة منها 7 فى التصنيف العالمي. ولدينا تخصصات معينة مثل كليات الطب والعلوم والصيدلة موجودة في التصنيف ولكن مازال لدينا مشكلة فى العلوم الانسانية لأنها تنشر باللغة العربية. ما هى أهم التحديات التى تواجه التعليم العالى فى مصر؟ الميزانية التى تنفق علي التعليم العالى فى مصر مازالت ضعيفة والدولة تنفق علي الطالب الجامعى 9 آلاف جنيه فى العام سواء فى العلوم الانسانية أو الطبية أى أقل من ألف دولار فى العام وهذا يعتبر مبلغا ضيئلا للغاية فميزانية التعليم العالى لم تزد برغم أن الدستور حدد ٪2 من الموازنة للتعليم العالى و٪1 للبحث العلمي. وبالتالى فأهم الصعوبات هى التمويل حيث ان الدولة فقيرة ولا تستطيع تمويل الأبحاث العلمية بالاضافة الى التنظيم والهيكلة حيث أن هذا يتطلب قانونا جديدا للتعليم العالى ويتيح إنشاء جامعات أهلية وجهاز قومي لتنظيم التعليم العالى . يقوم بدور المنظم مثل جهاز تنظيم الاتصالات فالمنظم هو الذى يضع قواعد الجودة وممكن مراقبتها وسحب الترخيص عند المخالفة. ما رأيك فى مطالبات البعض بأن يكون رئيس الجامعة من خارج الجامعة ؟ أصل القانون 49 أن رئيس الجامعة يتم اختياره من قبل الأساتذة المرشحين من أساتذة الجامعات المصرية ويكون مر عليه 5 سنوات كأستاذ على الأقل وعنده خبرة فى الإدارة والنشر العلمى وخبرات أكاديمية وبحثية .. والقانون يسمح من العام القادم بأن يتم اختيار رئيس الجامعة من خارج جامعته ويصدر له قرار بأن يشغل منصب رئيس جامعة وبعد انتهاء فترته يعود لجامعته مرة أخري. وتوجد لجنة مشكلة بقرار وزارى لاختيار رؤساء الجامعات ويتم اختيارأفضل ثلاثة من بين المتقدمين ثم يتم ارسال اسمه للرئاسة ويتم اختيار واحد من الثلاثة.وفى الخارج يفضلون أيضا أن يكون من خارج الجامعة. وماذا عن الانتخابات لرئاسة الجامعة التي أثبتت فشلها؟ وجدنا أن انتخابات الجامعات يغلب عليها التربيطات ونحن لسنا فى مجلس النواب أو فى المحليات. لذا فإن المناصب الأكاديمية ليس من الصواب الانتخاب فيها ولكن الأفضل الاختيار بين أكثر من مرشح. رئيس الوزراء أكد أهمية عقد مؤتمرات لتنشيط كل محافظة على حدة أين الجامعات من تنظيم مثل هذه المؤتمرات؟ كل جامعة بها قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة ويتم التنسيق بين المحافظة وهذا القطاع من أجل تنظيم مؤتمرات اقتصادية بهدف تحقيق التنمية الاقتصادية أو العمرانية أو البيئية المحيطة . كيف ترى مستقبل التعليم العالى فى مصر؟ نحن فى مرحلة إعادة هيكلة وتطويرها .. وفى الفترة القادمة ستقوم الجامعات الحكومية والخاصة بمحاولة لإعادة هيكلتها وتطويرها واللحاق بركب التقدم فى العالم. ماذا عن مؤسسة مجدى يعقوب وحقيقة ضمها لجامعة أسوان ؟ لم يتم الاعلان عن ضم مؤسسة مجدى يعقوب لجامعة أسوان لأنه مركز متقدم ويقدم خدمات جليلة للأطفال فى صعيد مصر ولكن هناك تعاون مستمر بين المؤسسة والجامعة لخدمة المرضى وتم توقيع بروتوكول تعاون على أن ينص أن هذا المركز مركز متميز على مستوى جميع محافظات مصر. كيف تقيم مستوى خريج الجامعات الإقليمية ؟ خريج الجامعات الإقليمية مازال لم يصل لمستوى الطالب فى الجامعات الكبيرة وهذا فى جميع دول العالم فخريج جامعة هارفارد يختلف عن أى طالب جامعى فى ولاية أخرى .من المؤكد ان هناك فرقا بين خريج جامعة تعدت المائة عام مثل جامعة القاهرة وبين خريج فى جامعة حديثة ... فمازالت هذه الجامعات تحتاج لمزيد من الجهد والوقت من أجل تحقيق مستوى عال. أخيرا.. ماذا تقول للشباب؟ الشباب المصرى تعقد عليهم الآمال العريضة وأمامهم طموحات كبيرة وأقول لهم لكى تحققوا آمالكم فمن المهم التمسك بالأمل وأن نعمل معا شبابا وشيوخا ونساء من أجل نهضة مصر فلو عملنا مع بعضنا البعض من المؤكد أننا سنكون فى مرحلة متقدمة وسنحقق انجازات عديدة.فالعالم لايتقدم إلا بالعلم وكذلك حسن إدارة العلم وحسن استخدامه.