حذرت وزارة الخارجية الروسية أمس من أن المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد تعيق محاولات تحريك المفاوضات السورية وعملية فصل المعارضة السورية المسلحة عن الإرهابيين. وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الوزارة في مؤتمر صحفي إن موسكو توقفت عند تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو، مؤكدة أن اشتراط باريس إيصال المساعدات إلى سوريا برحيل رئيسها الأسد، أمر غير معقول. وأضافت زاخاروفا أن باريس نسيت تماما، على ما يبدو، ما هي قيم الإنسانية، بل وحق الشعب السوري في تقرير مصيره بنفسه، بما في ذلك اختيار قيادته التي ستقودهم إلى المستقبل. وفى السياق نفسه، ذكرت زاخاروفا أن موسكو دعت التحالف الدولي بقيادة واشنطن إلى تبني منهج مسئول ودقيق إلى أقصى حد في مجال مكافحة الإرهاب من أجل تجنب سقوط ضحايا بين المدنيين. وقالت إن قيام بعض السياسيين المعارضين ووسائل الإعلام الغربية والإقليمية بتبرير أفعال الإرهابيين وأعوانهم مؤخرا أمر غير مقبول، مؤكدة ضرورة إدانة كل الأفعال التي يقوم بها مسلحون من «داعش» أو «جبهة النصرة» أو غيرهما من التنظيمات الإرهابية. وجاءت تصريحات زاخاروفا بعد ما ذكرت تقارير إعلامية ألمانية أن الجيش الألماني شارك في إعطاء معلومات عن هدف في سوريا تبين فيما بعد أنه مدرسة استهدفت بضربة جوية أمريكية، بينما لم تصدر تأكيدات حول ذلك من وزارتي الدفاع الألمانية والأمريكية. ووفقا لتقرير صحفي لقناة «إيه آر ديه» الألمانية التقطت طائرات تورنيدو ألمانية صورا في التاسع عشر من شهر مارس الحالي لمبنى في بلدة المنصورة السورية قرب الرقة، وأرسلت هذه الصور إلى التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، وبعد يوم من ذلك تم استخدام الصور لتدمير المبنى، مما أسفر عن مقتل نحو 33 مدنيا، وأبلغت لجنة الدفاع في البرلمان الألماني بهذه المعلومات. جاء هذا فى الوقت الذى أعلن فيه بن علي يلدريم رئيس الوزراء التركي أن بلاده أنهت عمليتها العسكرية فى شمال سوريا المسماة ب «درع الفرات»، في حين كشف مجلس الأمن القومي أن العملية «تكلّلت بالنجاح». وقال يلدريم فى تصريحات لشبكة «إن. تي. في» التليفزيونية إن العملية كانت ناجحة، مضيفا أن أي عمليات عسكرية أخرى فى سوريا ستنفذ باسم مختلف، فيما لم يوضح إن كانت القوات التركية ستنسحب من الأراضي السورية. وبالتزامن مع تصريح يلدريم، ذكرت وكالة أنباء «الأناضول» الحكومية أن مجلس الأمن القومي التركي أعلن «عقب اجتماعه مساء أمس الأول أن عملية درع الفرات شمالي سوريا كللت بالنجاح». وكانت أنقرة قد أطلقت عملية غزوها لشمال سوريا تحت عنوان «درع الفرات» فى 24 أغسطس الماضى، بحجة حماية حدودها الجنوبية من تنظيم داعش، إلى جانب منع الأكراد من إقامة منطقة حكم ذاتى. وفى غضون ذلك، استقبل فيه يلدريم وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في العاصمة أنقرة، لإجراء محادثات حول مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي. وذكرت مصادر إعلامية أن اللقاء استغرق 40 دقيقة، وشارك فيه كل من وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ومستشار وزارة الخارجية أوميت يالجين، وكبير مستشاري رئاسة الوزراء للشئون الخارجية كريم أوراس، فيما تعد الزيارة هى الأولى لتيلرسون لأنقرة منذ توليه منصبه. ومن جانبها، أكدت شبكة «إن تي في» الإخبارية أنه من المقرر أن يلتقى تيلرسون مع رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، من أجل مناقشة دور الاتحاد الديمقراطي السوري المدعوم أمريكيا والذي تراه أنقرة امتداد حزب العمال الكردستاني الانفصالي فى مكافحة تنظيم داعش في سوريا. إنسانيا، كشفت المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن أن عدد اللاجئين السوريين في الدول المحيطة تجاوز 5 ملايين لاجئ لأول مرة. وأشارت المفوضية إلى أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر ظل ثابتا عند 4،8 مليون لاجئ خلال العام الماضى 2016، لكنه ارتفع مع بداية هذا العام ليصل إلى 5 ملايين و8 آلاف و473 لاجئا، منهم 488 ألفا و531 شخصا يعيشون في خيام.