سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«جبن» السطان العثمانى وراء إنهاء عملية «درع الفرات» شمالي سوريا.. محللون: رفض الولايات المتحدة وروسيا دعم القوات التركية ضد الجيش السورى عجل بانسحاب أنقرة
* تركيا تعلن انتهاء عملية "درع الفرات" في سوريا قبل تنفيذ مهمتها * محللون: * "الحلواني": انتهاء "درع الفرات" لا يعني وقف تدخل تركيا في سوريا * ميسرة بكور: تركيا أجبرت على إنهاء عملية "درع الفرات" لهذه الأسباب * بكور: الصدام مع الجيش الأمريكى والروسى جعل تركيا تتراجع أعلن مجلس الأمن القومي التركي أن عملية "درع الفرات"، التي نفذتها القوات التركية بالتعاون مع فصائل المعارضة السورية المدرجة تحت لواء "الجيش السوري الحر" في شمال سوريا، انتهت بنجاح، وصدر بيان عن المجلس جاء فيه أن "عملية درع الفرات التي جرى تنفيذها من أجل منع الهجمات من قبل تنظيم داعش وعرقلة التهديد النابع عنه، ولخلق إمكانيات لعودة السوريين إلى بلادهم وضمان الظروف الملائمة لعيشهم الآمن والهادئ، انتهت بنجاح". من جانبه، أكد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أن "الأمور في مدينة الباب تقع تحت السيطرة الكاملة، ما يعني أن عملية درع الفرات انتهت". وقال يلدريم: "في حال تطلب الأمر اتخاذ تدابير ما في سوريا لاحقا، فسيتم إطلاق عملية جديدة تحت اسم آخر". وأوضح رئيس الوزراء التركي أن مثل هذه العملية "قد يجري إعدادها وتنفيذها ضد تنظيم داعش، أو في حال ظهور تهديدات أخرى للأمن القومي "التركي". وتجدر الإشارة إلى أن هذه التصريحات لم يرافقها إعلان عن سحب الجيش التركي قواته من الأراضي السورية. وأطلقت تركيا عملية "درع الفرات" العسكرية يوم 28 أغسطس 2016 التى كانت تنفذها بمشاركة القوات البرية والدبابات وسلاح المدفعية، بغطاء من سلاح الجو التركي، وبالتعاون مع مسلحي "الجيش السوري الحر" وفصائل متحالفة معه من المعارضة السورية، من أجل تطهير كامل المنطقة السورية الحدودية مع تركيا من "جميع الإرهابيين" وطردهم نحو عمق سوريا، حسب ما تقوله أنقرة. وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن هدف عملية "درع الفرات" يكمن في تحرير أراض مساحتها 5000 كيلومتر مربع وإقامة منطقة آمنة للنازحين واللاجئين السوريين فيها. وتمكنت القوات التركية في العام الماضي، بالتعاون مع مسلحي "الجيش السوري الحر" المعارض لدمشق، من السيطرة على مدينة جرابلس وريفها، التي كانت تشكل آخر معقل كبير ل"داعش" على الحدود مع تركيا، لتنتزع لاحقا المنطقة الواقعة بين مدينتي أعزاز والراعي. وأعلن وزير الخارجية التركي، مولود شاويش أوغلو، أكتوبر 2016، أن "الجيش السوري الحر" حرر من قبضة "داعش" مدينة دابق، بدعم من القوات التركية، ليواصل تقدمه باتجاه الباب، وطرد مسلحي التنظيم منها نحو عمق سوريا. وأعلنت هيئة الأركان العامة التركية فى فبراير 2017 أن قوات عملية "درع الفرات" بسطت السيطرة على جميع الأحياء في مدينة الباب السورية، التي كانت تعتبر آخر أكبر معقل ل"داعش" في شمال سوريا، وذلك بعد معارك عنيفة بين الجانبين سقطت فيها خسائر بشرية كبيرة في صفوف مقاتلي الجيش التركي. وأعلن أردوغان بعد إحراز هذا التقدم، أن الهدف المقبل لعملية "درع الفرات" يشكله مدينة منبج، التي تسيطر عليها حاليا تحالف "قوات سوريا الديمقراطية". وشنت القوات التركية، منذ إطلاق العملية، سلسلة ضربات جوية إلى مواقع وحدات تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، التي يشكل "حزب الاتحاد الديمقراطي" هيكلها السياسي الأساسي، فيما تمثل "وحدات حماية الشعب" الكردية قوته الرئيسية. وتعد أنقرة جميع هذه القوى حليفة ل"حزب العمال الكردستاني" المصنف إرهابيا في تركيا، وذلك في وقت يعتبر فيه التحالف الدولي المناهض ل"داعش" بقيادة الولاياتالمتحدة "قوات سوريا الديمقراطية" حليفا أساسيا له على الأرض السورية في محاربة التنظيم الإرهابي ويقدم دعما عسكريا ولوجيستيا واستشاريا لها. وأثارت هذه التطورات انتقادات من قبل الولاياتالمتحدة، التي تؤيد بدورها الوحدات الكردية في مواجهة تنظيم "داعش"، وتعد في الوقت ذاته حليفا لتركيا في إطار الناتو. وقالت واشنطن، في بيان صدر عن البنتاجون، إنها تشعر بالقلق من أن تكون المعركة من أجل انتزاع السيطرة على أراضي تقع في قبضة "داعش" قد تحولت عن مواجهة التنظيم. واعتبر أن الموقف العدائي للسلطات التركية من "قوات سوريا الديمقراطية" يمثل سببا رئيسيا لامتناع التحالف الدولي عن تقديم دعم عسكري ملموس لقوات "درع الفرات". ومع اقتراب قوات "درع الفرات" من مدينة منبج، أعلن ما يسمى "المجلس العسكري لمنبج"، الذي يدخل ضمن "قوات سوريا الديمقراطية"، أنه تعرض لهجمات عنيفة من قبل القوات التركية و"الجيش السوري الحر" في منطقة المدينة. إلا أن التقارير مثل هذه الهجمات توقفت على خلفية إعلان رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أن تنفيذ عملية منبج لا معنى له من دون التنسيق مع الولاياتالمتحدةوروسيا اللتين نشرت قواتهما في منطقة هذه المدينة السورية. وقالت روسيا إن السلطات السورية تعمل حاليا على إحياء مؤسسات الدولة في منبج، كما أكدت مرارا ضرورة أن تجري المعارك في سوريا ضد "داعش" بمشاركة جميع القوى التي تحارب الإرهاب على الأرض. وأعلنت السلطات السورية، بعد انطلاق عملية "درع الفرات" من دون أخذ موافقتها، أنها تعتبر العملية التركية "عدوانا على سوريا وخرقا لسيادتها وحرمة أراضيها"، فيما حذرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية من أن أي خرق جديد من قبل الطيران الحربي التركي للأجواء السورية "سيتم التعامل معه وإسقاطه بجميع الوسائط المتاحة". كما تتهم دمشق السلطات التركية بقتل مئات المدنيين الأبرياء عبر الغارات الجوية وعمليات القصف على المواقع، في المدن والبلدات الواقعة شمال سوريا. ويرى عدد من المحللين أن عملية "درع الفرات" لم تنته من تنفيذ مهمتها كاملة مرجحين اجبار تركيا على إنهائها بسبب خوفها من حدوث أى تصادم بين جيشها والقوات الأمريكية والروسية المنتشرة بمدن "منبج" و"غفرين" لدعم قوات سوريا الديمقراطية. وقال عادل الحلواني، ممثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالقاهرة، إن تركيا لها حسابات خاصة فى تدخلها فى الحرب الدائرة فى سوريا، مضيفا أن إعلان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، انتهاء عملية "درع الفرات" العسكرية التي بدأتها تركيا بشمال سوريا لم يتم تفسيره بالشكل المطلوب. وأوضح الحلوانى، فى تصريحات ل"صدى البلد"، أن الانسحاب التركى وإنهاء عملية "درع الفرات" لا يعنى وقف التدخل التركى تماما فى الأزمة السورية، ولكن قد يكون جاء وفقا لتفهمات جرت بين أنقرة وباقى الشركاء الرئيسيين فى الأزمة وهم الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا. وأضاف ممثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالقاهرة، أن الانسحاب التركى ربما يكون بداية لعملية جديدة ضد التنظيمات المتطرفة يقودها التحالف الدولى أو قد تكون بداية للحل السلمى، مؤكدا أن جميع الأطراف الفاعلة بالملف السورى لديها نية للحل السلمى لكن لا توجد جدية، متابعا: "قد تشهد الفترة المقبلة مفاجآت بالنسبة للأزمة السورية من يعرف؟! لقد تعودنا على ذلك خلال الفترة الماضية". من جانبه، قال الباحث السوري ميسرة بكور، مدير مركز الجمهورية للدراسات وحقوق الإنسان، إن "تركيا أجبرت على إنهاء عملية "درع الفرات" بشمال سوريا رغم ما حققته العملية من نجاح أدى لتحرير عدد من المدن التى كان يسيطر عليها داعش ومنها مدينة جرابلس وريفها، التي كانت تشكل آخر معقل ل"داعش" على الحدود مع تركيا، لتنتزع لاحقا المنطقة الواقعة بين مدينتي أعزاز والراعي". وأضاف بكور، فى تصريحات ل"صدى البلد"، أن الدليل على إجبار تركيا على إنهاء عملية "درع الفرات" أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان كان قد أعلن مسبقا أن العملية لن تتوقف حتى تحرير مدينة الرقة، أكبر معاقل تنظيم داعش، وهو ما لم يحدث بعد، ما يؤكد أن ما أعلنته أنقرة غير صحيح. وتابع: "يبدو أن نشر الولاياتالمتحدةالامريكية قوات بمدينة "منبج" لدعم "قوات سوريا الديمقراطية" حليفها الاستراتيجى على الأرض، بالإضافة لنشر روسيا قوات بمدينة "عفرين" أيضا لدعم نفس القوات جعل من الصعب على الأتراك مواصلة العملية وأرغموا على إنهائها". وأشار مدير مركز الجمهورية للدراسات وحقوق الإنسان إلى أن "قوات درع الفرات وجدت نفسها بالنهاية محاصرة بين 4 جبهات القوات الأمريكية والقوات الروسية والجيش السورى النظامى، بالإضافة لدعش، فقررت الانسحاب وعدم استكمال العملية لخوفها من الصدام المباشر مع هذه الجبهات فى نفس التوقيت".