فى كل عبوة دوائية توجد نشرة داخلية تحتوى على مجموعة بيانات وإرشادات موجهة للمريض فى الأساس من قبل الشركة المصنعة، فلماذا تتوجه الشركة بهذه المعلومات للمريض؟ وهل هى ملزمة بإعلام كل مريض على حدة بخصائص الدواء ومكوناته وبياناته؟ وهل تغنى قراءة هذه البيانات عن استشارة الطبيب؟ وهل من الممكن تجاهل النشرة الداخلية تماما والتعامل مع الدواء بدونها؟ كل هذه الأسئلة قد تدور فى ذهن المريض. وتجيب عنها د.شريفة فهمى مصطفى رئيس قسم العقاقير بكلية الصيدلة جامعة 6 أكتوبر قائلة إن وجود نشرة داخلية للدواء هو ملزم لشركات الأدوية، وأصبحت هناك خطوط إرشادية من المنظمة الأمريكية للدواء والأغذية FDA، ومن الاتحاد الأوروبى لما يجب أن تحتويه هذه النشرات، فهناك خطوط عريضة يجب التركيز عليها وإبرازها للمريض خاصة مع زيادة وعى المرضى، فهو المتابع الأول لعلاجه والمراقب بدقة لمواعيد تناول الجرعات وظهور أى أعراض غريبة أو جانبية وأيضا الشعور بالتحسن.. وتقع المسئولية الأولى على الطبيب والصيدلى معا فى شرح كيفية تناول الدواء وتحذير المريض من أى تعارض قد يحدث مع أدوية أخرى أو أطعمة، وهما من يختارا الدواء فى الأساس حتى لا يحدث أى تعارض مع حالة صحية أخرى يعانى منها المريض. وتضيف د. شريفة لكى يتم دعم هذه الإرشادات الشفهية، يتم وضع نشرة داخلية فى كل عبوة دوائية لتأكيد الأمور المهمة، وللرجوع إليها فى حال السهو أو الخطأ، ولكن هذا لا يعنى أن يعتمد المريض كلية عليها، فيستغنى عن استشارة الطبيب أو الصيدلى، لأن النشرة لا تحتوى على كل المعلومات الطبية والدوائية الكاملة ولكن بها ما يهم المريض فقط، أما باقى المعلومات فالشركات المنتجة تكون ملزمة بتوفيره للطبيب والصيدلي عن طريق صيادلة يوجدون بصفة دورية فى أماكن وجود الأطباء والصيدليات لإعلامهم بالمعلومات الصيدلانية والطبية والفارماكولوجية الخاصة بالدواء المنتج من قبل الشركة، وذلك حتى يتمكن الأطباء والصيادلة من فهم كامل لهذه المعلومات نظرا لطبيعة دراستهم. وهى معلومات معقدة قائم عليها وصف الدواء واختياره فى الأساس ويصعب على المرضى فهمها، وبهذا التواصل بين الشركات والأطباء تكتمل الدائرة العلمية لاختيار الدواء. وتوضح د.شريفة أن النشرة الداخلية تنقسم لعدة أجزاء، أولها التركيب النوعى والكمى للدواء وأشكاله الصيدلية المختلفة المتوافرة، وتأثيره الفارماكولوجى على الجسم (أى تأثيره العلاجى وكيفية امتصاصه وتمثيله وإخراجه من الجسم)، وكل هذه الأجزاء تقع فى نطاق المتخصصين ولا تعنى المريض لصعوبتها، ولكن ما يجب الاهتمام بقراءته هى الأجزاء الخاصة بالجرعات وطريقة التناول لأن بها من التعليمات التى تضمن أكبر فاعلية للدواء بأقل آثار جانبية، فمواعيد التناول (قبل أو بعد الأكل، وبأى مدة زمنية) قد تضمن عدم حدوث تضرر معين بالمعدة من تناول الدواء أو تضمن امتصاصا كاملا له فى هذه الظروف الخ.. وأوقات تناوله، وتضمن وجود الدواء فى جسم المريض بالجرعة المطلوبة على مدى اليوم كاملا لتحقيق أقصى فائدة. ومن الأجزاء المهمة والتى يجب قراءتها الأجزاء الخاصة بالتحذيرات والاحتياطات الخاصة بالاستخدام وهى تشمل الحالات التى توجب عدم الاستعمال أو حالات التعارض مع أدوية أخرى أو أطعمة معينة أو حالات صحية معينة قد يعانى منها المريض.. مثال ذلك بعض المضادات الحيوية تكون ممنوعة فى حالات الفشل الكلوى أو تكون متعارضة مع بعض أدوية أخرى قد يتناولها المريض فى نفس الوقت مثل أدوية سيولة الدم، وهناك من المضادات الحيوية التى يجب الامتناع عن تناول الكالسيوم معها لأنها تؤثر على مفعولها، حتى الأطعمة قد تتعارض مع كثير من الأدوية مثل تناول الشوفان والردة فى نفس وقت تناول بعض أدوية القلب يؤثر فى الجرعات، أو تناول الجريب فروت فى حال تناول بعض المنومات مما يضاعف تأثيرهاتوهكذا. وأخيرا من الأجزاء المهم قراءتها الجزء الخاص بالآثار الجانبية حتى يتابع المريض حالته ومدى تأثره بالآثار الجانبية وهل هى فى النطاق المحتمل أم عليه مراجعة الطبيب، كذلك الجزء الخاص بحالات تناول جرعة زائدة وكيفية التصرف فى هذه الظروف، وجزء احتياطات التخزين للمحافظة على فاعلية الدواء داخل عبوته فى أحسن صورة. وتؤكد أهمية الاحتفاظ بالدواء داخل علبته الأصلية لما عليها من تاريخ الصلاحية ورقم التشغيلة لكى يستطيع المريض التحقق فى أى وقت من استخدامه لدوائه فى فترة صلاحيته، وأما بالنسبة لرقم التشغيلة batch number (وهو الرقم الذى تطبعه الشركة على عبواتها لمتابعة منتجاتها) فهو ضرورى فى حال وجود أى شكوى من المريض خاصة بتصنيع الدواء، أو أى آثار جانبية خطيرة تكون قد ظهرت له ولم تكن مذكورة فى النشرة الداخلية، فيمكنه استخدام هذا الرقم لتحديد العبوة، أو فى حالة الشكوى سواء للصيدلية التى تم منها الشراء أو للشركة المنتجة أو أى جهة مسئولة.