وأود أن أنوه إلى أن قوانين تسجيل الأدوية فى معظم دول العالم المتقدمة كتب د.محمود أبوالنصر جادالله عن النشرات الدولية فى «بريد الأهرام» والنامية تلزم الشركات الراغبة فى تسجيل الأدوية بالتقدم ضمن الأوراق والمستندات المطلوبة بنوعين من النشرات التى تراجعها الجهات المسئولة بكل دقة، الأولى تهدف لمخاطبة مستهلك الدواء من المرضى وتكتب بصورة علمية مبسطة ومفهومة لكنها دقيقة للغاية، وتكون على صورة أسئلة وأجوبة محددة.. مثلا ما هو هذا الدواء؟ ما هى مكوناته؟ ما هى دواعى استخدامه؟ ما هى طريقة تناوله وجرعاته فى الأطفال والبالغين والمسنين؟ ماذا تفعل لو نسيت أو لم تأخذ الجرعة فى موعدها؟ ما هى آثاره الجانبية المحتملة ونسبة احتمال حدوثها؟ ماذا تفعل لو حدثت لك هذه الآثار؟ ما هى أعراض التسمم بجرعات زائدة من الدواء؟ ماذا تفعل لو تناولت جرعات زائدة؟ ما هى التفاعلات المتداخلة للدواء مع الأطعمة والأدوية الأخرى؟ هل يمكن للحامل أو المرضعة أن تستخدم هذا الدواء؟ هل يمكن استخدام الدواء فى اثناء قيادة السيارات أو العمل اليدوى الذى يقتضى بعض التنبه؟ ومتى يجب عليك التوقف فورا عن استخدام الدواء؟ ما هى المدة التى يحتاجها الدواء لاحداث تأثيره؟ كيف تعرف أن الدواء قد أحدث تأثيره ومتى وكيف تتوقف عن استخدامه بعد اختفاء الأعراض المرضية وتمام العلاج؟ ما هى الحالات التى يجب عليك الاتصال فورا بالطبيب المعالج بعد استخدام الدواء؟ وكيف يجب تخزين الدواء؟ أما النشرة الثانية، فهى تهدف لمخاطبة الطبيب والصيدلى والممرضة بطريقة علمية تخصصية لا يفهمها بطريقة صحيحة إلا المتخصصين وتتحدث عن الدواء وتركيبه الكيميائى ومجموعته الدوائية وكيفية وميكانيكية احداثه للتأثير والأمراض التى يستخدم فى علاجها وحركيته ومصيره فى الجسم ودراسات «الاتاحة البيولوجية» الخاصة به وجرعاته فى الأطفال والكبار والحالات المرضية المختلفة كمرضى البول السكرى والفشل الكلوى أو الكبدى وتأثيراته المرغوبة والجانبية (ويذكر فيها نسب احتمالات حدوث هذه التأثيرات من واقع تجارب اكلينيكية معتمدة علميا) وكيفية تفادى آثاره الجانبية وعلاج حالات التسمم منه وتفاعلاته المتداخلة مع الأطعمة والأدوية ومحاذير وموانع استخدامه وإمكانية احداثه للسرطان أو لتشوهات الجنين، وكيفية تخزينه ودراسات اختبار ثابته، وتلتزم شركات تصنيع الأدوية بتحديث كتابة هاتين النشرتين كل 3 أو5 سنوات ويكتب تاريخ الكتابة والتحديث فى كل نشرة وإلا يتم سحب رخصة تسجيل الدواء. ومن الغريب، أن بعض شركاتنا المحلية تلتزم بكتابة وتقديم هاتين النشرتين عندما ترغب فى تسجيل الأدوية فى الخارج حيث تلزمهم القواعد بذلك، أما الأدوية المباعة محليا فنشراتها كما ذكر د.أبوالنصر (واتفق مع كل ما ذكر وأضيف إليه) أنها نشرات عامة غير دقيقة ومهمة وغير محددة وأحيانا مبالغة وأحيانا تذكر معلومات منقوصة أو غير صحيحة وفى غالبية الأحيان تؤدى إلى «لخبطة» المريض غير المتخصص وهى غالبا لا تراجع بدقة من الجهات المسئولة ولذا فإنها كثيرا ما تحتوى عبارات غير علمية على الاطلاق.. (ومثلا قرأت فى نشرة أحد الأدوية (المسجلة كمكملات غذائية لسهولة إجراءات تسجيلها) انه «يبعث على التفاؤل والسعادة والطمأنينة و...» وعلى الجانب الآخر، فإن الشركات الأجنبية التى تبيع أدويتها محليا تلتزم بقواعد التسجيل فى بلادها لكنها تقدم وفقط النشرة الموجهة للأطباء والصيادلة وبحروف صغيرة للغاية ولغة صعبة متخصصة وأحيانا تكتب فى أعلاها.. «هذه النشرة للمتخصصين فقط» من هنا، فإننى أناشد المسئولين عن تسجيل الأدوية بضرورة مراجعة هذه النشرات دوريا وتحرى الدقة فى ذلك وفقا للقوانين الدولية.. وحتى يحدث ذلك فإننى أطالب الأجيال الحالية!! من المرضى وكذلك الأطباء والصيادلة بعدم الاعتماد على المعلومات التى تحتويها النشرات الحالية كمصدر موثوق به مع ضرورة معرفة المعلومات أعلاه عن أى طريق آخر أكثر دقة ولو عن طريق الشبكة العنقودية ان تيسر ذلك! د.علاء الدين القوصى أستاذ علم الأدوية بجامعة أسيوط