بداخل أى علبة دواء نشرة طبية مرفقة، تتضمن التركيب الدوائى وتأثيراته ، وتخلص الجسم من بقاياه غير المرغوب فيها، والأمراض التى يعالجها ويساعد فى شفائها، والأعراض الجانبية لتناوله، أو تداخله مع أدوية أخري، والجرعات المسموح بها، وتحذيرات من أخطاء عند استخدامه، ثم أشكاله المطروحة فى الصيدليات من حقن، أشربه، نقط، أقراص، كبسولات، مراهم، دهانات، وبخاخات ومحاليل وخلافه! واللافت للنظر، أن سوق الأدوية، انقسمت الآن، بفعل فاعل غير معروف، إلى أدوية تقليدية، وأخرى «مكملات غذائية» تدعى فوائد غامضة عامة، مثل زيادة القوة، المناعة، ومنع الأكسدة وتحسين الصحة وغيرها مما لايمكن تحديده!! وهذه المكملات الغذائية، نشرتها الداخلية واضحة الحروف والكلمات والجمل، وما علينا من شمولية استعمالها، وغموض فاعلياتها، فكأنها مكتوبة للعامة فقط، فليس بها شيء للمتخصصين!! وتكتب بالعربية عادة، أو بالعربية والانجليزية (المكسرة) وتؤكد النشرة المصاحبة لهذه المستحضرات، أنه لاضرر من استعمال الدواء ولا تحذيرات، فهو آمن فى جميع الأحوال، ولايعرف حتى هذه اللحظة من هو مبتكر مصطلح «مكمل غذائي» الذى أجاز عشرات الأدوية والتراكيب ورخصت به عقاقير لم تذكر فى علوم الأدوية. أما القسم الثاني، فهى الأدوية ذوات التركيب الدوائى الواضح وعملها فى الجسم فعال ومحدد، وتنتجه شركات عالمية معروفة أو محلية راسخة فى صناعة الدواء. وأدوية هذا القسم لها نشرات داخلية مفصلة ولكن لايمكن قراءتها على الإطلاق، ولو استدعينا زرقاء اليمامة، فالحروف الانجليزية أو العربية صغيرة جدا والسطور والحروف تلاصق بعضها البعض وتكاد تتقافز الكلمات إلى مافوقها وتحتها لتتخطاها عند القراءة!! ومع أن كل كلمة فى النشرة الطبية المرافقة للأدوية ذات أهمية صحية وقانونية وعلمية للأطباء والمرضي، كما أنها المرجع العلمى الرئيسى لأى دواء فوق فى مكانته كتب علم الأدوية، إلا أن شركات الدواء الفعال، تصدر تلك النشرات لتكون عصية القراءة، ليصعب الاستفادة منها، أو الاستناد إليها علميا وقانونيا، تحت أى شكل من التكبير أو العدسات!! فما هى الإجراءات التى يمكن اتخاذها يا وزارة الصحة، ويا نقابتى الأطباء والصيادلة وعلماء علم الأدوية وأساتذته، ويا شركات الأدوية فى إعادة اعتبار النشرات الطبية الداخلية المرافقة للدواء لتكون بحق مرجعا علميا وصحيا وقانونيا واضحا سواء للأدوية المسماة «مكملات غذائية» أو للأدوية الأخري؟!! د.محمود أبو النصر جاد الله مستشفى دسوق