بلغت علاقة الود والمحبة بين الموسيقار بليغ حمدى والشاعر المبدع عبدالرحيم منصور أعلى درجاتها بشهادة شقيقة بليغ ا لراحلة / صفية حمدى التى كانت بمثابة الأم التى ترعى شئونه وتحرص على تلبية جميع مطالبه رغم أن صداقة بليغ كانت تجمع حوله جميع أصدقائه الشعراء الرواد أمثال : حسين السيد ومرسى جميل ومأمون الشناوى واسماعيل الحبروك وعبدالفتاح مصطفى وغيرهم إلا أن عبدالرحيم منصور كان له منزلة خاصة فى قلب بليغ فلا يكاد يمر يوم دون أن يطمئن كل منهما على الآخر ومما زاد من تفدير بليغ لعبدالرحيم حبه لزملائه الشعراء من أبناء جيله الذين كان يفضلهم على نفسه فى بعض الأعمال الغنائية التى كان يلحنها بليغ بعيدا ً عن الأنانية وحب الذات وهو ما حدث من عبدالرحيم لصديقه الشاعر الموهوب مجدى نجيب الفنان التشكيلى والصحفى بمجلة الكواكب عندما استمع لبعض أغانيه وأبدى إعجابه بأفكارها الجيدة ومعانيها الراقية واقترح عليه عرض إبداعاته الشعرية على بليغ حمدى الذى لم يكن قد تعرف عليه وكان حمامة سلام بينه وبين بليغ حيث طلب منه بليغ لأول مرة كتابة أغنية يلحنها للفنانة شادية واقترح عليه أن يكتب الكلمات على اللحن الذى أبدعه مسبقا ً وقد نجح مجدى فى هذه المهمة رغم عدم حبه للموسيقى والغناء فى هذا الوقت ولكن إصرار عبدالرحيم أسهم فى جذبه لهذا المجال وكان نتيجة ذلك رائعته التى كتبها على اللحن « قولوا لعين الشمس ما تحماشى .. لأحسن حبيب القلب صابح ماشى .. « وهو المذهب الذى أعجب به بليغ وطلب إكماله فى نفس الجلسة واستمر مجدى فى كتابة الكوبليه الذى يقول « يا حمام طير قا بله قوام يا حمام .. خليله يا حمام .. الشمس حرير يا حمام .. « وبلغ قمة إبداعه كشاعر فى الشطرة التى تقول « ويا ناس .. لو غاب يا ناس .. خلوه يبعتلى سلام .. دى الآه بقولها وهو ما يدراشى .. قولوا لعين الشمس ما تحماشى .. لأحسن حبيبى دا اللى صابح ما شى .. « ولم يكن أمام بليغ حمدى من كتر إعجابه بالكلمات وصياغته العبقرية للحن إلا أن أتصل بالفنانة القديرة شادية وسمعت منه هذا اللحن الجميل والكلمات الراقية وطلبت منه أن يكمل ما أبدعه لتتغنى به فى أقرب حفل ممكن. وتحمس بليغ كعادته عندما تطلب منه فنانة كبيرة عملا ً فنيا ً ولم يهدأ له بال ولم ينم إلا بعد استكمال هذا العمل وكان يجلس مع الفنانة القديرة التى كانت فى قمة إعجابها بما أبدعه مجدى نجيب وصاغه بليغ فى الكوبليهات الأخيرة وتغنى معه على العود « آه يا ناس مطرح خطاويه ما تروح .. اسقوه بحنان اسقوه وادوله الروح .. ده فى بعده طعم الدنيا ما يحلاشى .. قولوا لعين الشمس ما تحماشى « وبعد اكتمال اللحن اتصل بليغ بالموسيقار عبدالعظيم حليم المتخصص فى تسجيلات الفنانة شادية وحيث تم كتابة النوتة الموسيقية للحن بإشراف بليغ حمدى والاستعداد لإجراء البروفات بمعهد الموسيقى العربية لتتغنى شادية وإلى جوارها بليغ حمدى كل مقطع من مقاطع الأغنية وهى فى قمة أدائها اللحن وإعجابها بالكلمات لتنتقل بعد ذلك إلى الأستوديو لتسجيل الأغنية بمصاحبة مهندس الصوت والفرقة المسيقية بحضور المؤلف الذى كان فى قمة إعجابه بصوت الفنانة القديرة شادية مؤكدا ً أن هذا العمل الفنى المبدع ما كان يمكن أن يتم لولا العلاقة التى ربطت بين الشاعر عبدالرحيم منصور وصديقه الشاعر مجدى نجيب والألفة والمودة التى جمعت بيهما وبين صديقهما بليغ حمدى. أما الحكاية التى لن أنساها وعاصرتها مع الشاعر والملحن والفنانة القديرة وتستحق الإشارة إليها وتتبدى فى ذلك الهجوم الضارى الذى كان يقوم به الشيخ كشك فى خطبته المطولة كل يوم جمعة على الأدباء والفنانين والشعراء وأهل الفن بصفة عامةً المطربات الشهيرات وأغنياتهن العاطفية وكان يستمع إليه آلاف المصلين الذين يكتظ بهم الشارع القريب من مسجده بغمرة ولم يسلم الشاعر مجدى نجيب بالذات من هجوم الشيخ كشك عليه أكثر من مرة فى خطبة الجمعة ويتهمه فيها بالزندقة متسائلا ً كيف تطاوع المؤلف نفسه ويقصد مجدى نجيب ليأمر الشمس ما تحماشى لأن حبيب القلب صابح ماشى فهذا ليس فى قدرة البشر وأن الذى يأمر الشمس هو الله سبحانه وتعالى .. وكان الشيخ كشك يعبئ كل خطبه يوم الجمعة فى أشرطة كاسيت ويطرحها للبيع أمام جمهور المصلين ، وقال لى مجدى نجيب أيامها أن الشريط الذى يحمل هجوم الشيخ كشك على الأغنية كان يباع بسعر أكثر من أجرى الذى حصلت عليه من أجرى عن تأليفها . ورغم كل هذا الهجوم نجحت الأغنية ونسى الناس الهجوم الذى لحق بالمؤلف مجدى نجيب والملحن بليغ حمدى والفنانة القديرة شادية . اسماعيل الحبروك : أقترح أن يعيد التليفزيون تصوير رائعة أستاذنا وشاعرنا الكبير اسماعيل الحبروك « يا أغلى اسم فى الوجود « مع لقطات تنقل حضارة مصر والمشاريع القومية الكبرى التى تتحقق الآن وجسدها الشاعر « أنت البلاد الجميلة .. حضن السلام والأمان .. وأنت الحضارة الأصيلة قبل التاريخ والزمان .. مصر مصر تحيا مصر « وهو الشعار الذى يردده دائما ً الرئيس السيسى وقاله الشاعر إسماعيل الحبروك منذ حوالى ستين عاما ً .