حاولت البرازيل أمس طمأنة دول العالم حيال صناعة اللحوم البرازيلية، حيث وجه الرئيس ميشيل تامر الدعوة إلى السفراء الأجانب على حفل شواء، بعد تفجر فضيحة بأن بعض المصدرين يبيعون لحوما فاسدة لعدة دول، خصوصا أن البرازيل تعتبر المصدر الأول للحوم في العالم. وقال تامر في افتتاح اجتماع طارئ مع سفراء الدول الرئيسية المستوردة للحوم البرازيلية : «عند الخروج من هنا، أريد أن أدعو الجميع إلى حفل شواء من أجل تناول اللحم البرازيلي». وأضاف أنه «من المهم الإشارة إلى أنه من أصل 11 ألف عامل في القطاع، فقط 33 يشملهم التحقيق، وأن من أصل 4873 مستودع تبريد، يشتبه في أن 21 مستودعا فقط بها مخالفات». وفي محاولة للحد من آثار هذه الفضيحة الغذائية التي تمس أول مصدر عالمي للحوم الأبقار والدواجن في الصميم، حيث تقوم البرازيل بالتصدير إلى 150 دولة، أعلن تامر أنه دعا إلى «تسريع عمليات مراقبة المؤسسات التي يستهدفها التحقيق». ومن المتوقع أن تعقد الشرطة الفيدرالية مؤتمرا صحفيا خلال ساعات لإعطاء مزيد من التفاصيل حول التحقيقات في هذه الفضيحة. وتم الكشف عن تحقيق للشرطة يعود إلى عامين حول مزاعم بتلقي مفتشين صحيين رشاوى من أجل منح شهادات للحوم فاسدة على أنها صالحة للاستهلاك، وهو ما أصاب سمعة البرازيل في مقتل كمصدر عالمي للحوم المستوردة. وكان يتعين على تامر الذي تعاني حكومته من فضيحة فساد كبيرة، إضافة إلى حالة ركود اقتصادي غير مسبوقة في تاريخ البلاد، أن يلتقي أولا مع ممثلي شركات تصنيع اللحوم، إضافة إلى وزيري الزراعة والتجارة الخارجية. وتأتي فضيحة اللحوم في وقت حساس تدفع فيه البرازيل ودول السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية «ميركوسور» من أجل إبرام اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، وهو يشكل سوقا كبيرة للحوم البرازيلية. وكانت وزارة الزراعة البرازيلية قد أعلنت أن السلطات داهمت الجمعة الماضي أكثر من عشرة مراكز لتصنيع اللحوم، وأصدرت 27 مذكرة اعتقال، وأغلقت مصنعا لمعالجة لحوم الدواجن تديره شركة متعددة الجنسيات، إضافة الى مركزين لمعالجة اللحوم. وطردت الوزارة 33 مسئولا متورطا في القضية، وأبقت على 21 مؤسسة إضافية قيد التحقيق. ولم تكشف السلطات البرازيلية الأماكن التي تم ضبط اللحوم الفاسدة فيها، لكنها أشارت خلال مؤتمر صحفي في مدينة كوريتيبا في جنوب البلاد إلى استخدام مواد مسرطنة في بعض الحالات لإخفاء رائحة اللحوم الفاسدة.