إذا أردت أن تعرف شعبا فعليك بمعرفة آدابه وفنونه, وأهم قنوات الحوار بين الحضارات هي الترجمة..ذلك هو سر احتفاء بولندا بالدكتور هناء عبد الفتاح المخرج المسرحي. والأستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية والذي أخذ علي عاتقه منذ أكثر من أربعين عاما مهمة إثراء الحوار الحضاري بين مصر وبولندا عن طريق الترجمة الأدبية, فاستحق عن جدارة أن يحصل علي جائزة أرتس جلوريا أو المجد الأدبي أو الفني التي تمنحها وزارة الثقافة البولندية لمن أدوا خدمات جليلة للأدب والفن في بولندا, والتي سلمها للفنان الكبير سفير بولندا في القاهرة, وذلك في حفل تكريم بمقر السفارة يوم الأربعاء قبل الماضي. وكان د. هناء عبد الفتاح قد سبق وأن حصل علي جوائز أخري أهمها جائزة الدولة التقديرية للفنون إلي جانب جوائز أخري من وزارتي الخارجية والثقافة البولندية.. وبمناسبة تسلمه الجائزة الأخيرة كان لنا معه هذا الحوار. لماذا اتجهت لترجمة الأدب البولندي ؟ { لأسباب كثيرة أهمها أني درست المسرح قسم الإخراج بجامعة وارسو البولندية, ودخول هذا القسم كان يتطلب معرفة اللغة بشكل جيد, فكان علي إتقان اللغة حتي أستمر في دراسة ما أحب, بعد أن تخرجت وتزوجت عشت ثمانية عشر عاما هناك, ساهم هذا في إتقاني للبولندية بشكل أكبر والتعمق في عالم المسرح ولإيماني الشديد بتقدم الأدب البولندي خاصة المسرح ترجمت أعمال نخبة من الأدباء والشعراء البولنديين كما ترجمت الدراما المسرحية والدراسات النظرية عن أهم المبدعين المسرحيين البولنديين. ما هي الأعمال التي ترجمتها من العربية إلي البولندي والعكس, وما الذي أضفته للثقافتين ؟ { في مجال ترجمة الأعمال الأدبية من البولندية إلي العربية, ترجمت بمساعدة زوجتي أعمال العديد من الأدباء والشعراء الحاصلين علي جوائز نوبل من أمثال الروائي هنريك شينكييفيتش مؤلف رواية كوفاديس, والروائي فواديسواف ريمونت مؤلف رواية الفلاحون, ومختارات من قصائد الشاعر تشيسواف ميووش, وأيضا الشاعر فيسوافا شيمبورسكا, كما ترجمت ل مروجيك ويريدينسكي, و روجيفيتش, وهيربيرت وغيرهم مابين القصة القصيرة والرواية والشعر. أما عن ترجمة الدراما المسرحية فقدمت أهم الإنجازات النقدية في المسرح البولندي بالاضافة الي نصوص مسرحية لمروجيك مثل المهاجران وغيرها من المسرحيات كحفل مانيكان لياشينسكي التي حصلت من خلالها علي أول جائزة تشجيعية من الدولة في التسعينيات. أما عن ترجماتي للغة البولندية فقد ترجمت مسرحيات لألفريد فرج ومحمود دياب ومختارات قصصية ليوسف إدريس ويحي حقي وبعض أشعار أحمد عبد المعطي حجازي. أعتقد أنه من خلال ترجمتي لمسرح جروكفسكي الذي يطلق عليه المسرح الفقير استطاع الشباب المصري المبدع أن يطور مسارات الإخراج في ظل الإمكانيات الضعيفة, كما أسهمت ترجماتي من العربية إلي البولندية في تغيير الصورة النمطية للشخصية والثقافة المصرية.