فضاءات ثقافية بمناسبة رحيل الشاعرة البولندية شيمبورسكا أعيد نشر المادة التي أعددتها عن مجلة دبي الثقافية عنها.. لتعريف الجمهور بها... الشاعرة البولندية فيسوافا شيمبورسكا الحائزة على جائزة نوبل للآداب عام 1996, تكتب فقط عندما ترى أن لديها شيئاً ممتعاً ومفيداً تريد قوله. في العاشر من كانون الأول 1996 وفي مبنى الفيلهارموني في السويد تسلمت السيدة شيمبورسكا من يد الملك السويدي كارل غوستاف السادس عشر جائزة نوبل للآداب وهي الشخصية البولندية السادسة التي فازت بهذه الجائزة. كانت السيدة ماريا كيري سكودوفسكا أول امرأة بولندية تنال هذه الجائزة مرتين, حيث حصلت عليها للمرة الأولى عان 1903 في مجال الفيزياء, وفي عام 1911 في مجال الكيمياء. في عام 1983 نال السيد ليخ فاليسا جائزة نوبل للسلام. أما في مجال الأدب فجائزة نوبل هذه للسيدة شيمبورسكا هي الرابعة لبولندا, وكان هنريك شينكيفيتش أول بولندي حازها في مجال الأدب عام 1905, وذلك تقديراً لعمله الأدبي الرائع المتمثل في كتابه (كفو فاديس) الذي يتحدث عن روما زمن نيرون. وفي عام 1924 حصل عليها فواديسواف ريمونت مقابل روايته التي تحمل عنوان (الفلاحون ( في عام 1980 نال الكاتب والشاعر والمترجم تشيسواف ميووش جائزة نوبل للآداب وهي الجائزة الرابعة لبولندا عن المستوى الرفيع للأدب البولندي. وذلك على الرغم من قول ميووش عنه: «هذا الأدب ضيق الشهرة لأنه صعب الترجمة» وكما ورد في قرار لجنة جائزة نوبل فإن السيدة شيمبورسكا استحقت الفوز بها لأنها «موتسارت في الشعر مدعم بخصوبة واندفاع بيتهوفن» وعندما سمعت خبر حصولها على أعلى تقدير في مجال الأدب نظمت شعراً جديداً وكان رد فعلها على هذا الخبر كالتالي: «لا أجيد التمثيل والظهور أمام الناس, ولا إلقاء المحاضرات حتى ولا المؤتمرات الصحفية, وسأضطر خلال نصف سنة إلى اتباع أسلوب في الحياة مغاير لأسلوبي الطبيعي» ولدت فيسوافا شيمبورسكا في 2 تشرين الثاني عام 1923 في بنين, بالقرب من كورنيك في محافظة بوزنان, ومنذ عام 1931 وإلى الآن تسكن في كراكوف. درست هناك الأدب البولندي وعلم الاجتماع في جامعة ياجيلونسكي التي تعد أقدم جامعة في بولندا حيث تأسست عام 1364 صدرت أول قصيدة شعر لشيمبورسكا عام 1945 وكانت بعنوان (أفتش عن كلمة) وأول ديوان شعر لها صدر عام 1952 بعنوان (لهذا السبب أعيش) وفي العام نفسه صارت عضواً في اتحاد الأدباء البولنديين. صدر ديوانها الثاني عام 1954 بعنوان (الأسئلة التي أوجهها لنفسي) ويعد نتاجها الشعري هذا شاهداً على عصرنا ومثالاً يميز أسلوبها الخاص في الشعر. يمثل عام 1957 منعطفاً مهماً في حياتها الأدبية وذلك لإصدارها ديواناً جديداً بعنوان (مناداة ييتي) ثم تتالت دواوينها التي جلبت لها الشهرة مثل: الملح, مئة فرح, للحيطة, العدد الكبير, والناس على الجسر, وكان آخر ديوان لها بعنوان: النهاية والبداية عام 1993 . عزا أساتذة جامعة ياجيلونسكي سبب نجاحها وشهرتها الكبيرة لقلة كتابتها الشعر, عدة قصائد سنوياً, فهي تكتب فقط عندما ترى أنها تريد أن تقول شيئاً مفيداً للناس. ونشعر لدى قراءتنا لشعرها أنها تكتب عن الأشياء المهمة جداً عن طيب خاطر وحسن فهم. وهي في حياتها اليومية إنسانة متواضعة حساسة وخجولة, وبالرغم من ذلك فإن شعرها مقرر بشكل إلزامي في المدارس. وقد ترجم شعرها إلى 36 لغة عالمية منها السويدية والانكليزية والهنغارية والألمانية والرومانية والهولندية واليابانية والبلغارية. حصلت على عدة جوائز أخرى منها: جائزة مدينة كراكوف, وجائزة النادي البولندي (بين كلوب) وحصلت أيضاً على جائزتين ألمانيتين هما جائزة غوته عام 1991 وجائزة هيردير عام 1995، كما منحتها جامعة آدم ميتسكيفيتش في بوزنان لقب دكتوراه شرف تكريماً لنتاجها العظيم. ومع ذلك لاتستطيع شيمبورسكا الإجابة عن السؤال التالي: ماهو الشعر؟ وترى أنه من الأفضل ألاّ يعرف الإنسان بعض الأمور, ومقابل ذلك فالشعر متواجد في كل مكان خارج القصائد: في النثر والفيلم والرسم . تحمل قصائد شيمبورسكا الحقيقة عن الناس وهي تقترح التعامل بفتور وتحفظ مع العالم ومع أنفسنا. وفي خضم تشكيل رؤيتها عن العالم ترى فيه إمكانات هائلة للاختيار متاحة للإنسان ويحذر شعرها من التلاعب بالتاريخ والإنسان, وأيضاً من اللامبالاة في العلاقات بين الإنسان والإنسان. بإمكاننا أن نلحظ في شعرها تشابك العديد من أنواع الأدب. أن تكون شاعراً فهذه مهمة أخلاقية وهو الشعار الذي نجده في العديد من قصائد فيسوافا شيمبورسكا