حرصت كعادتى كل عام على المشاركة فى فعاليات معرض «جولف فوود» للصناعات والمواد الغذائية والذى يقام سنويا فى شهر فبراير بمدينة دبى الاماراتية، ويعد الاكبر من نوعه على المستوى العالمي. والمعرض ملتقى كبريات الشركات العاملة فى مجال الصناعات الغدائية، ويتيح لك ومن خلال الجناح المصرى الذى تنظمه هيئة المعارض بالتعاون مع منظمات الاعمال المعنية بالصناعات الغذائية فرصة التعرف على حركة المواد الغذائية على المستوى العالمى ومستويات اسعارها واتجاهات نموها. ومعرض هذا العام مختلف نسبيا، فهو يأتى فى وقت نقترب فيه من شهر رمضان المبارك، وهناك استعدادات دائمة من جانب كبار المنتجين والمستوردين لتوفير احتياجات الاسواق لمواجهة الطلب خلال الشهر الفضيل، ولكن يأتى الدولار ليعكر صفو الجميع، ويصيب المنتجين والمصدرين والمستوردين بحالة من الاحباط على السواء، فاسعار الدولار هى الموضوع الرئيسى للجميع خاصة بعد عودة ظهور السوق السوداء مرة اخري. فتراجع الدولار بالبنوك وضع المصدر فى مأزق، بعد ان كان يتم تسعير صادراته على اساس 17.5 جنيه للدولار فى المتوسط، وهو ما يمنحه ميزة تنافسية سعرية كبيرة، الا ان التراجع يعنى له خسائر ويفقده فرصا تصديرية محققة خاصة والملاحظ فى فعاليات المعرض ان هناك طلبا متزايدا على المنتجات الغذائية المصرية بعد التطور الكبير الذى شهدته خلال الفترة الماضية، اما المستورد فالتراجع لا شك فى صالحه خاصة بعد خفض اسعار الدولار الجمركى لمستويات كبيرة تتماشى مع تراجع الدولار فى البنوك، ولكن هناك الشكوى الدائمة من ان البنوك لا توفر الدولار بالشكل الكافى وبالتالى يضطرون الى اللجوء للسوق السوداء والتى يبدو للاسف انها ستتنامي، واعتقد ان الفترة المقبلة يجب ان تشهد تدخلا من جانب البنك المركزى بادواته المصرفية لإعادة الاستقرار لاسعار النقد الاجنبى وتبديد مخاوف المتعاملين بالاسواق تصديرا واستيرادا وانتاجا فى المقام الاول، خاصة ان الناس استبشرت خيرا بان هناك أمل فى تراجع الاسعار بعد تراجع الدولار، ولكن واضح ان ذلك لن يحدث على المدى القريب. لمزيد من مقالات دبى رأفت أمين