بمناسبة اليوم العالمي للبيئة نظمت ساقية الصاوي منتدي لمناقشة الفرص التي يقدمها مشروع تقنية الصحراء( ديزرتيك) لمواجهة التحديات, الطاقة من الصحراء, في ضوء التغير المناخي ، بسبب انبعاثات الكربون بالتعاون مع السفارة الألمانية بالقاهرة, شارك فيها خبراء مجالات العلم والاقتصاد والسياسة وقدم العالم المصري الالماني المهندس هاني النقراشي رؤية مشروع تقنية الصحراء التي تعتمد علي توفير أمن الطاقة وحماية المناخ, مشيرا الي أننا بحاجة لاستخدام موارد الطاقة المتبقية بحكمة ومسئولية, وبتحويل20% فقط من إجمالي الطاقة لموارد الطاقة الجديدة والمتجددة سنربح جزءا كبيرا من معركتنا أمام ظاهرة ارتفاع منسوب مياه البحر, فالطاقة التي سيتم توليدها من الشمس والرياح ليست فقط للتصدير لأوروبا بل يخصص منها جزء للتنمية الإقليمية كتحلية المياه علي سبيل المثال. حيث تتمتع مصر بمقومات طبيعية متميزة تؤهلها لدخول مجال صناعة الطاقة النظيفة بقوة بما يوجد فرصا هائلة في مجالي الاقتصاد والتنمية,وأشار الدكتور النقراشي الي خطوات عملية ومحددة, فمثلا علي دول شمال أفريقيا أن ترفع دعم النفط والغاز في انتاج الكهرباء وتوجهه لدعم مجال الطاقة المتجددة, بما يزيل بعض العوائق أمام هذه الطاقة الوليدة, وكذلك علي الاتحاد الأوروبي أن يقوم بخطوات معينة منها تأسيس شركة أوروبية-شرق أوسطية لمد كابلات الكهرباء بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, وتأسيس شركة أوروبية لشراء الطاقة النظيفة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع توسيع إنتاجها من الطاقة المتجددة, ومن هنا يعمل كل من الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا علي تحقيق مكاسب لكليهما, خاصة مع ربط توصيل الكهرباء لأوروبا بشرط تحلية كمية معقولة من مياه البحر لمصلحة دول جنوب البحر المتوسط. وحماية المستهلك, مؤكدا وجود العديد من المبادرات لإنتاج الطاقة, ومن هنا يسعي المشروع إلي تزويد صحراء شمال إفريقيا بمولدات طاقة الرياح والطاقة الشمسية( حقول المرايا وهي المكثفات الخاصة بمحطات الطاقة الشمسية الحرارية) بحيث يتم تغطية احتياج دول شمال أفريقيا من الطاقة, بل يمكن استخدام الطاقة محليا وتوصيل الطاقة المولدة عبر خطوط حديثة لنقل الكهرباء بالتيار المستمر فائق الجهد لآلاف الكيلومترات عبر البحر المتوسط للقارة الأوروبية, فإذا ما وجدت الإرادة السياسية لوضع إطار لأسس العمل يمكن إتمام تنفيذ مشروع تقنية الصحراء علي مستوي العالم في أقل من30 عاما,, خاصة مع توافر الرياح والشمس بوفرة في حوض البحر المتوسط, وأشار إلي ثلاث مبادرات إقليمية تحديدا وهي الخطة الشمسية للبحر المتوسط ومشروع تقنية الصحراء( ديزرتك) والحزمة التشريعية الثالثة للطاقة المقدمة من الاتحاد الأوروبي, ويعدد د. حافظ سلماوي خبير الطاقة المتجددة أسبابا تدعم هذه المبادرة أولها مكافحة التغير المناخي, إضافة إلي التفاهم السياسي علي ضفتي البحر المتوسط, كما أن دعم الطاقة المتجددة يعزز أمن الطاقة وتنتج عنه آثار اجتماعية واقتصادية إيجابية مثل ايجاد فرص العمل, إلا أن هناك عددا من التحديات التي تحول دون تنفيذ فوري لهذا المشروع العملاق, من أهمها ضرورة إقامة البنية الأساسية أولا. من جانب آخر أشار المهندس عماد غالي, رئيس قسم الطاقة المتجددة باحدي الشركات العالمية إلي إمكانية الوصول إلي مقدار ألف مرة ما نملكه من الطاقة اليوم, كما قدم مقترحات ملموسة لدعم قطاع الطاقة المتجددة في مصر, أهمها تقديم مزايا اقتصادية تحفز الاستثمار في هذا المجال,. واوضح د. ألبرشت كاوب, مستشار الوكالة الألمانية للتعاون الدولي لوزارة ألمانيا الاتحادية لشئون البيئة ودعم الخطة الشمسية لدول البحر المتوسط, أن هناك صعوبة في توصيل الكهرباء عبر سواحل مصر نظرا لعمق المياه ووعورة الشواطئ, وفي هذه الحالة يمكن توصيل الطاقة عبر المغرب والجزائر وتونس وليبيا. ولكن توجد فرص هائلة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح نظرا لتمتعها بموارد طبيعية, بما يفيد مصر داخليا. أخيرا ختم الندوة د. مولدي ميلاد, المدير التنفيذي لشبكة جامعات تقنية الصحراء( ديزرتك), بشرح كيفية تأسيس جمعية تقنية الصحراء( ديزرتك) كجمعية دولية للمجتمع المدني تستهدف بناء مستقبل أكثر استدامة.