14 راقصا فى فضاء خال من أية ديكورات استطاعوا أن يشكلوا عالما من الحركات الراقصة والارتجال وان يتواصلوا فيما بينهم فى عرض حى لمدة 45 دقيقة..إنهم طلبة الدفعة الأولى من مركز القاهرة للرقص المعاصر الذين قدموا عرض تخرجهم الأسبوع الماضى بمسرح الفلكى تحت عنوان « ارتجال». 14 راقصا تسلموا قبل لحظات من عرضهم شهادات التخرج من مركز القاهرة للرقص المعاصر والموثقة من اليونسكو بعد دراسة 3 سنوات (من 2012 وحتى 2015) بدوام كامل. أعلنت مؤسسة المركز كريمة منصور أن العرض يقدم فى إطار بناء ارتجالى يتفق عليه الراقصين قبل العرض بأيام قليلة وان الكثير من الحركات داخل هذا البناء يتم ارتجالها على المسرح مباشرة وفقا للغة التفاهم والتواصل بين الراقصين. يظهر أمامنا الراقصون كل متخذ وضعه فوق أعمدة خلفية المسرح المعدنية.. كل جزء منها هو ساحة رأسية خاصة جدا لكل راقص.. معظم الراقصين يبدون عدم الاهتمام للحظات .. قد تظهر حركاتهم كتمارين إحماء بسيطة.. لكن ما يلبث أن يتطور المشهد وتتشكل الخلفية بتصميمات جسدية وحركات مدروسة بعناية..ومع تداخل أصوات آلية وموسيقى ذات إيقاع متصاعد يتخذ الراقصون من خشبة المسرح نفسها ساحة لحركاتهم ورقصاتهم.. ويبدأ الحوار بينهم. يبدأ كل راقص فى التعبير منفردا ..ثم تتآلف بعض الخطوات والحركات، يتجاور راقصون ليقوما بشكل متسلسل بأداء حركاتهما تباعا حتى يصبحا فى نهاية الأمر متلازمين ومتوافقين كتوأمين .. فى نفس الوقت نجد راقصين آخرين متقابلين وتشكل الحركة بينهم تقابلا مميزا وحوارا من نوع خاص.. يتنوع الأداء بين المنفرد والثنائى والثلاثى .. ويصبح لكل مجموعة عالمها للحظات يستعرض فيها الراقصون مهاراتهم وأداءهم بشكل يبدو عفويا وتلقائيا لكنه فى واقع الأمر أكثر عمقا وتكوينا مما نظن. فى بعض الأحيان نرى بعض الخطوات والحركات مستمدة من عالم الهيب هوب، أو الجاز أو غيرهم...ففى الرقص المعاصر تتداخل مفردات ومدارس مختلفة من الرقص، لكن أهم ما يميز العرض هو كيفية المواءمة بين كل تلك المفردات الراقصة والانتقال بين مستويات الحركة المختلفة.. المشهد الأخير للعرض يلخص فى حد ذاته الكثير حيث تبدأ الخطوات بطيئة ومتفرقة وتتطور مع تصاعد الموسيقى والإيقاعات وتصبح الحركة أكثر حيوية والتشكيل على المسرح أكثر كثافة ودمجا بين الراقصين.. فى عرض غير تقليدى حكى لنا أربعة عشر راقصا عن رحلة التواصل من خلال الرقص المعاصر.