عصا الأكل أداة لا غنى عنها في حياة الشعب الياباني. ويقيم ضريح «هيه جينجا» طقوس شكر للعصا كل عام، وهو أقرب ضريح لقصر الامبراطور في طوكيو، ويحمي القصر من الكوارث، وخلال طقس الحرق ينشد الراهب كلمات مقدسه ويدخل العصا القديمة النيران المطهرة ليرجع الموجودات الإلهية من الدنيا إلى السماء العالية. .......................................................... في الأساطير اليابانية هناك حكاية القضاء على «التنين»، وهي تشبه أسطورة رع في مصر القديمة، وسيرة القديس مار جرجس في مصر القبطية. وفيها يظهر ثعبان ضخم ذو ثمانية رؤوس اسمه «ياماتانووروتشي». وفي السماء العالية تجلس إلهة الشمس مع إله القمر وإله العواصف، ويعد إله العواصف أصغر الأشقاء الثلاثة، واسمه «سوسانوو» وكانت شخصيته قوية جدا، لهذا طردته إلهة الشمس خارج السماء العالية. فنزل إلى العالم البشري، ووجد عصا الأكل في النهر، واعتقد أن الناس يسكنون أعالي النهر، فصعد بمحاذاة النهر ليذهب إليهم، وفي طريقه التقط عصا الأكل من ماء النهر وتصور أنها أداة من الموجودات الإلهية. واكتشف «سوسانوو» أن الثعبان الضخم «ياماتانووروتشي» يهاجم الناس، فقتله واستخرج السيف العظيم من جثته، وفرح بهذا السيف، وصعد إلى السماء العالية، وقدمه إلى الهة الشمس. وهو سيف «كوساناغي» الذي يذكر في ختام حكاية القضاء على التنين، وهو أحد ثلاثة كنوز يمتلكها الامبراطور، سليل إلهة الشمس. ويُحفظ هذا السيف في ضريح «أتسوتا جينغو» بمحافظة «أيتشي. ويقيم ضريح «هيه جينجا» طقوس شكر للعصا كل عام، يجمع خلاله الشعب كثير من عصي استخدموها طوال العام في الأكل لحرقها في المعبد. وحوالي 30٪ من سكان العالم يستخدمون العصا في تناول الطعام. وتسمى في اليابانية «هاشي»، يمكن استخدامها في التقطيع، والتقاط المكرونة بإحكام، وكذا في الخلط والتقليب، ولف ال «سوشيى»، وإزالة عظام الأسماك. تعد عصا الطعام جزء أصيل فى تناول الطعام الياباني «واشوكو» الذي تم تسجيله على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي في ديسمبر 2013. والعصا اليابانية تصنع غالبا من الخشب أو الخيزران. ومنها أنواع خاصة بالأزواج «ميؤتو باشي»، زوجان من العيدان حجمهما مختلف، أحدهما للزوج والآخر للزوجة. وال «إيواي باشي» لاحتفالات رأس السنة، ونوع لوجبة خفيفة «كايسيكي»، وأخرى للشاي «ريكيو باشي»، وعصا للأطفال، ونوع للمطبخ «ساي باشي»، وطبقاً لبحث أعده مكتب رئيس الوزراء الياباني عن وعي الناس بالعادات والتقاليد، اتضح أن الأشخاص الذين يمسكون عصا الطعام بشكل صحيح يبلغ نحو 54٪. ولإمساكها طرق محددة، فتمسك العصا الأولى من الثلث الأعلى بالإبهام والسبابة وتدعمهما الوسطى من أسفل. وتسند العصا الثانية على مفصل الإبهام وأعلى البنصر عند منبت الظفر، ويتم تحريك الطرف السفلى لفتح وقفل العودين على بعضها. وتترك مسافة الثلث أعلى مكان مسك الأصابع. وفي المطاعم اليابانية توضع عصا الاستعمال للمرة الواحدة «واري باشي» وهي مجانية، ومصنوعة من الخشب أو الخيزران، ويكون العودان ملتصقين بحيث يسهل فصلهما. وتلحق بالأطعمة الجاهز. وثمة من يحملون عصيهم الخاصة حتى لا يستخدموا عيدان المرة الواحدة، وهناك عيدان قابلة للطي لحملها بسهولة. ومن العادات غير المحببة تحريك العيدان فوق الطعام، ويسمونها العيدان الحائرة «مايوي باشي». وهناك عادة لحس العيدان «نيبوري باشي» عندما يلتصق بها شىء، وكذلك غرس العيدان في الطعام إذا تعذر مسكه بهما «ساشي باشي». ومُحرّم تماما تبادل الطعام بالعيدان من شخص لآخر. ولا يجب أبدا غرس العيدان عموديا في الأرز بطريقة «تاتيه باشي» أي «العيدان الواقفة» لأنها تعتبر علامة شؤم.