في صفحات العهد القديم كتاب اليهود المقدس إشارات تفسر لنا مرجعية وجذور هذا السلوك الاستفزازي الذي تمارسه إسرائيل تجاه جيرانها العرب منذ نشأتها علي مدي يزيد علي60 عاما متصلة. في سفر التثنية30:10-14 ورد بالحرف الواحد توجيه توراتي يقول: حين تقرب مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح.. فإن أجابتك إلي الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون للتسخير ويستعبد لك.. وإن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها وإذا دفعها الرب إلي يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف... فهل في الذي نشهده منذ قيام دولة إسرائيل عام1948- وحتي اليوم- شئ يختلف عن ذلك سوي أن آليات الحرب التي تملكها إسرائيل الآن قد تجاوزت مرحلة السيوف؟ في الحقيقة إن تهديدات إسرائيل المتكررة بشأن وجود خطر مزعوم علي أرض سيناء يستوجب استنفار قواتها ليس إلا ترجمة صحيحة لأيديولوجية وطبيعة متأصلة في الشخصية اليهودية المنتمية للفكر الصهيوني حيث لافرق بين يمين ويسار أو بين علمانيين وتوراتيين فالكل في هذا النهج سواء! وللأسف الشديد فإن هذه التهديدات الإسرائيلية يسمعها ويشهدها العالم بأسره ورغم ذلك لا تطرف لها عيون المتشدقين بالشرعية الدولية وحقوق الإنسان رغم إدراكهم أن ذلك ليس حدثا طارئا وإنما هو استمرار وامتداد للسلوك اليهودي علي طول التاريخ فعندما تتوافر في أيديهم القوة ويتعمق لديهم الإحساس بالتفوق لا يتورعون عن توجيه أفظع التهديدات العدوانية ضد الآخرين. والتاريخ يقول لنا إن عيونهم كانت دائما علي فلسطين وأن أرض سيناء تتصدر خريطة مطامعهم في انتظار أن تسنح لهم الفرصة الملائمة! و ليس ما ذكرته سوي دعوة لليقظة والانتباه والتي يطلق عليها في القاموس العسكري اسم نوبة صحيان! وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام من لدغته الحية يخاف من الفراشة! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله