مع التسليم بصحة وضرورة إجراءات الإصلاح الاقتصادى التى اتخذتها الدولة لإنقاذ المحفظة المالية المصرية من خطر الضياع فإن على الحكومة المصرية أن تعى جيدا أن أحد أهم أهداف وجود الحكومات فى العصر الحديث هو إسعاد الناس وإشعارهم بآدميتهم. ولعل ذلك هو ما يدفعنى إلى دق أجراس التنبيه مبكرا بضرورة أن تراعى الحكومة بعد تعديلها أهمية تجنب صرخات البطون وأن يظل أهم أهداف عملها هو توفير الحياة الكريمة للأغلبية الكادحة فى ظل فهم عميق وإدراك صحيح بأن هذا الهدف لا يجوز الجور عليه تحت أى مسميات. أتحدث عن الحاجة إلى توجيه رسائل عملية للناس مفادها أن الحكومة ورغم حدة المصاعب والتحديات الاقتصادية ستظل ملتزمة بالحفاظ على الركائز الأساسية للتكافل الاجتماعى من نوع عدم المساس بدعم السلع الأساسية كرغيف العيش وتأمين العلاج المجانى لغير القادرين على أعبائه والحفاظ على مجانية التعليم بعد ترشيد قواعد المجانية. أتحدث عن ضرورة صياغة أجندة عمل حكومية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع دون اعتماد فقط على موارد الدولة وإنما من خلال حشد كل إمكانات المجتمع وتعظيم مشاركة القادرين فى تحمل نصيبهم من فاتورة الدعم والتكافل الاجتماعى التى تمثل مصلحة مشتركة للجميع. وليس شيئا مما تحدثت عنه يندرج فى خانة المستحيل وإنما وفقا لتجاربنا السابقة وتجارب غيرنا ممن سبقونا على طريق الإصلاح أمر يدخل حيز الممكن إذا نجحنا فى طرح أفكار ورؤى جريئة لا يقدر على تنفيذها سوى عقليات جريئة لديها القدرة على استشراف تحديات الحاضر وطموحات المستقبل بمزيج من ثبات الفكر وحكمة التجربة... وساعتها لن يكون صعبا ولا مستحيلا إنهاء واقع العزلة الذى يضع جدارا فاصلا بين الحكومة والناس... وظنى أننا قادرون على أن نفعل ذلك بعون الله لأنه ليس أمامنا خيار آخر لتجنب صرخة البطون التى ليست بعيدة عن فلسفة التعديل الوزاري.. هكذا يجيء ظني! خير الكلام: استنارة البصيرة أهم للمرء من قوة البصر ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله